كلام ويك إند
* طريقة تفكيرنا ونظرتنا نحو الأمور هي التي تصنع الفوارق بيننا، ويقال إن الفائدة الأولى للتعليم ليست في تعلم مهنة، بل في تعلم التفكير بصورة أفضل. الآن عندما أنظر لأصدقاء الحياة أجد أنجحهم من كان يُفكر بصورة أفضل، أي من كان لديه رؤية وقدرة على فهم القرارات وأبعادها، وعلى تنظيم الوقت واستثماره بأفضل صورة. كنا نسمي صديقنا «خالد» بالبارد، وكان بروده يغيضنا دومًا، وكان ينكر تهمة البرود ويصفنا نحن بالمستعجلين الذين كثيرًا ما تفوتهم جماليات الحياة. اشترى خالد بيتًا منذ بدايات التحاقه بالعمل، حرص أن تكون له حديقة أمامية وأخرى خلفية، غير مبذر نهائيًا، لكنه قد يدفع كل ما يملك من أجل طقم أثاث إيطالي فاخر. في زيارتي الأخيرة له في منزله شاهدت منزلًا فائق الجمال، وحديقة أسطورية تشبه الحدائق التي كنا نشاهدها في مسلسلات الأطفال، ومكتبة خشبية ملأتها الزخارف المشغولة يدويًا، كان خالد «البارد» هادئًا كعادته، وكنت سعيدًا بمشاهدة ذوقه الرفيع الذي نثره في منزله الأنيق الدافئ، لكني لم أترك مشاغباتي معه وسألته: يا أخي أفهم أن يكون ذوقك رفيعًا وتشتري ما هو جميل، ولكن كيف امتلكت الصبر الطويل للاهتمام والعناية بهذه الحديقة المدهشة؟ قال: كل ما تشاهده كان مدروسًا، لقد تخيلت قبل شرائي للبيت شكل المكتبة، وأطقم الكنب، والثريات، وأنواع الشجر والورد الذي سأزرعه في الحديقة، كل ما تشاهده سبق وخططت له، وكل ما كنت بحاجته هو الوقت لكي أراه على أرض الواقع، أما أسباب محافظتي على جمال الحديقة الدائم فلأني أتعامل مع النباتات كأصدقاء، حتى الأثاث وكل القطع في البيت، وطالما أنهم أصدقائي فيجب العناية بهم من باب الوفاء، الكثير مما تشاهده هنا موجود منذ 20 و 25 عامًا، وما زلت محافظًا عليه ليكون في أفضل حالة. ثم ابتسم خالد وسألني: ألست وفيًا لصداقتي معك أنت أيضًا.. بماذا تصفني؟ لم أتردد: بالبارد!.
* وسبق و قرأت مقولة لا أحفظها تمامًا لكن معناها يقول: إذا قُدم لك شيء مجاني فاعلم بأنك السُلعة! فهمت المقولة بعد اشتراكي بالعديد من التطبيقات المجانية، وبعد أن أصبحت الإعلانات لا تتوقف في هاتفي، مشكلة التطبيقات أنها لا تستطيع التمييز بين الشخص الذي يبحث في جوجل عن سلعة ليشتريها، وبين من يبحث للاطلاع فقط، بحثت عن سيارة فارهة جدًا، فأصبحت الإعلانات عن السيارة تظهر لي في كل تطبيق مجاني، صار إعلان السيارة يلاحقني في كل وقت، ولم أتخلص منه إلا بعد بحثي عن نسخة إلكترونية مجانية لرواية «البؤساء»!.