قناعة وأوسكار!
* كريستيان أدورغان لاعب ليفربول السابق أعلن اعتزاله وعمره 31 عامًا، لعب في المجر وإيرلندا وألبانيا وإيطاليا، ومع أن في العطاء بقية، إلا أنه فضّل الاكتفاء وافتتح متجرًا لبيع الآيسكريم، مرجعًا الفضل لكرة القدم لما هو فيه من وفرة ماليّة. أعجبتني شجاعة كريستيان عندما استطاع ترك الأضواء التي يصعب على المشاهير تركها، وتخلى عن سنوات كروية إضافية كانت ستدر له مالًا أكثر. اختار القناعة بما حصل عليه وافتتح متجر الآيسكريم ليعمل فيه بنفسه. ينسى بعض المشاهير الذين تخفت الأضواء من حولهم أن الحياة دائرة، فيدخلون في اكتئاب وحالة حزن عميق، مع أن معظمهم لم يخططوا لشهرتهم، إنما جاءت مع الظروف والصدف. أجمل ما في القناعة أنها تحفظ للإنسان الصورة المحترمة، وتعفيه من الركض الذي لا يليق، والتنازل لمجرد البقاء، وإن كان باهتًا. أُعجبت بالممثلين المصريين الكبار الذين اختاروا الابتعاد بعد تقدمهم بالعمر، وبعد ابتعاد المنتجين السينمائيين عنهم، احتفظوا بمكانتهم الجميلة، لم يشتكوا في الفضائيات عن هجر المنتجين لهم، لم يتهموا أحدًا بعدم الوفاء. اقتنعوا أنهم أخذوا نصيبهم الكافي من العمل والشهرة، وأن الدور الآن للجيل الجديد. في حكاية سمعتها عن الراحل نور الشريف أنه رفض أن يكون اسمه الأول في الفيلم، كما رفض نجم الفيلم الشاب أن يكتب اسمه قبل اسم نور الشريف احترامًا وتقديرًا لنور، لكن نور أقنعه عندما قال: أنا أخذت نصيبي من الشهرة، وانكتب اسمي الأول على أفلام كثيرة، الآن جاء دورك أنت.
* في إيطاليا استيقظ رجل من غيبوبته بعد حادث سيارة، الرجل الذي يبلغ 68 عامًا فقد جزءًا من ذاكرته، معتقدًا أنه يبلغ 23 عامًا، وأن السنة التي نحن فيها هي العام 1980. لم يتعرف على زوجته، وقال إنه لا يمكن أن يكون وهو في الـ 23 من عمره زوجًا لهذه المرأة الستينية، مضيفًا أنه على علاقة مع صديقته التي تصغره بقليل، الزوجة اتهمت زوجها بالاحتيال، وقالت إنه افتعل فقدانه للذاكرة ليتخلص منها، لكنها حسب قولها باقية «على قلبه»، ولن يستطيع التخلص منها قبل أن يعيد لها سنواتها التي أمضتها معه، وكل الأموال التي أعطتها له، الأطباء يؤكدون أن الرجل فقد فعًلا جزءًا من ذاكرته، لكن الزوجة رفضت تشخيصهم وقالت: إنكم لا تعرفون مع من تتعاملون، إنه الممثل الأفضل في التاريخ الذي لم يحصل على جائزة الأوسكار.