2024-11-08 | 14:49 تقارير

مدرسة الوسطى.. ذاكرة التسعينيات تثير جراح النصر

إبراهيم الحلوة حارس مرمى الرياض يراقب كرة هدف النصر ضد فريقه في 30 إبريل 1994 خلال مباراة نهائي الدوري على ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة (أرشيفية)
الرياض ـ حاتم سالم
مشاركة الخبر      

قبل دوري المحترفين، وفي ظرف عامٍ واحد، اكتسح فريق الرياض الأول لكرة القدم نظيرَه النصر، أحد عمالقة الرياضة السعودية، مرتين بأربعة أهداف دون رد. نتيجتان حدثتا بين أواخر فبراير 1992 وبدايات مارس 1993، ولا تبدوان منطقيتين بالنسبة للأجيال الحديثة من جمهور الكرة المحلية، التي ستتابع مساء الجمعة أحدث مواجهةٍ بين الفريقين، في إطار دوري «روشن». لكن عقد التسعينيات الميلادية يشهد على مدى الصعوبات التي كان النصر يلاقيها أمام الفريق العاصمي الأحمر والأسود.
في الفترة من 1990 إلى 2000، تغلّب النصر 17 مرةً على الرياض. لكن «مدرسة الوسطى»، كما يلقّبونَه، حقق خلال الفترة ذاتها 11 فوزًا على أصحاب القميص الأصفر، وتعادل الطرفان خمس مرات.
وقبل إحدى لقاءات التسعينيات بين الفريقين، اجتاحت موجة إصاباتٍ عددًا من نجوم النصر، مُبعِدةً الأسطورة ماجد عبد الله، وفهد الهريفي، ومحيسن الجمعان، وصالح المطلق، وآخرين. وجد الفريق نفسه أمام أزمة عناصر، واحتاج إلى قائد جديد، فوقع الاختيار على خالد الهزاع، لاعب الوسط، لحمل شارة «الكابتن». وفي نهاية الأمر، أسفر اللقاء عن فوز عريض لـ «مدرسة الوسطى» 4ـ0. كانت تلك ثاني خسارة لـ «الأصفر» بالنتيجة ذاتها وأمام الخصم ذاته خلال عام، في أحد دلائل وقوف فريق الرياض شوكةً في حلق النصر خلال عقد التسعينيات الميلادية.
يتذكر الهزاع تلك الهزيمة الثقيلة ويقول لـ «الرياضية» عنها: «الرياض امتلك في تلك الأعوام مجموعة متميزة من النجوم، لعِبوا دوليًا ونافسوا في مختلف البطولات، محمد السبيت وناصر سدوس وصالح النجراني وغيرهم، في المقابل عانينا في تلك المباراة من نقصٍ عددي وخسرنا بنتيجة كبيرة».
في العامين التاليين، واصل الرياض تطوّره، وصعد إلى منصات التتويج. في صيف 1994، تُوِّج بكأس ولي العهد، إثر تغلّبه على الشباب في النهائي وقبله النصر ضمن دور الأربعة، وقبل انقضاء العام ذاته، حصد كأس الأمير فيصل بن فهد على حساب الاتفاق، وكان النصر ضحيته مجدّدًا خلال نصف النهائي.
ولولا هدفٌ بالخطأ من طلال الجبرين، لاعب وسط الرياض الدولي، لحصد فريقُه هذه الثلاثية المحلية على حساب «الأصفر».
كان الدوري الممتاز يجري آنذاك بنظام مرحلتي ذهاب وإياب يليهما مربع ذهبي ومباراة نهائية لتحديد بطل كأس «دوري خادم الحرمين الشريفين».
واقتصر المربع الذهبي، موسمَ 1993- 1994، على أندية العاصمة الأربعة، الهلال، متصدر الترتيب العام، والرياض، وصيفه، والنصر والشباب، الثالث والرابع.
فاز النصر 1ـ0 على الهلال، غريمه التقليدي، وصعد إلى النهائي لمواجهة الرياض، الذي عبر عقبة الشباب 2ـ1 وبدأ يحلُم باللقب الكبير.
لكن الجبرين أهداه للنصراويين، بعدما أحرز هدف المباراة النهائية الوحيد، بالخطأ في مرمى فريقه.
يروي خالد الهزاع: «كانت مباراة صعبة للغاية، كنت مصابًا قبلها، اكتفيت بالبقاء على مقاعد الاحتياط، وفاز فريقنا بشق الأنفس بهدف عكسي، ناصر الفهد نفذ ركلة زاوية والجبرين حوّل الكرة برأسه في شباك فريقه، لكن وصول الرياض إلى هذه المرحلة ووسط القوى التقليدية للكرة السعودية يُبيِّن إلى أي مدى كان فريقًا متميزًا منافسًا يزعج الكبار وينتصر عليهم جميعًا، لسنا نحن فقط».
ابتعد الهزاع، الذي كان لاعبًا دوليًا، بعد انتهاء الموسم، واعتزل ممارسة الكرة، متجهًا إلى حقل الإدارة الرياضية.
وبعد نحو 14 عامًا، عيّنه نادي الرياض مديرًا للفريق الأول، الذي تراجع الرسم البياني لنتائجه بشدّة بعد عام 2002 فهبط إلى الدرجة الأولى بنهاية موسم 2004ـ2005.
يقول الهزاع: «لم أستمر مديرًا للفريق أكثر من 4 أو 5 أشهر، كانت فترة تراجع كبير بعد الهبوط، الأوضاع لم تشجعني فرحلتُ، لكن هذه الأشهر كانت كافية لأعرف أن هذا النادي، مُمثّلًا في لاعبيه ومشجعيه القدامى ورجالِه، يشعرُ في أعماقِه أنّه ندٌّ لأندية العاصمة ويجب أن يستعيد هذه المكانة».
وحين ظهر الرياض في دوري المحترفين السعودي للمرة الأولى، الموسم الماضي، خسر 4ـ1 قبل أن يتعادل أمام النصر 2ـ2.