2024-11-11 | 23:03 مقالات

هيئة عليا

مشاركة الخبر      

أسابيع ويعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، الدولة المستضيفة لكأس العالم 2034. والمؤشرات تذهب إلى أن السعودية هي الفائزة بالتنظيم نظرًا إلى ملفّها الكبير، وجهدها الهائل في تطوير ودعم اللعبة في السنوات الخمس الأخيرة. وFIFA أنهى، قبل أيّام، مرحلة التقييم لملف المملكة لاستضافة المونديال بعد زيارته واطلاعه على البنية التحتية، والأماكن المُقترحة للمباريات، وإقامة المنتخبات. والوضع يحتاج بعد الإعلان إلى تشكيل هيئة حكومية عُليا تُنفّذ ما جاء في المِلفّ، وتسرّع من عملية اتخاذ القرار، وتوفّر الميزانيات المطلوبة، والتفاهم مع الدول، والشركات في جوانب البناء والتجهيز. ووجود الهيئة العليا سيرفع من دورة التنسيق بين الجهات الحكومية مما يؤدي إلى ضبط الإنفاق، وتحقيق الأثر الإيجابي.
والبلاد، ومنذ انطلاق رؤية 2030، عبارة عن ورشة عمل كُبرى، في مجالات كثيرة منها السياحة، والترفيه، والطرق، والمطارات، وشبكة النقل العام، والملاعب، وهي المجالات التي لها تماس مباشر مع حضور الناس إلى السعودية، وجذب الأيدي العاملة الماهرة، وفتح فرص العمل، وتكوين كوادر في إدارة الحشود، والتنظيم.
والمكاسب المُتوقّعة من تنظيم بطولة كأس العالم تتجاوز المسألة المالية الآنية، فحين النظر إلى تكلفة مونديال 2022 في قطر، فقد كانت 220 مليار دولار بينما أتت العوائد بنحو 17 مليار دولار، لكن الدوحة أصبحت تملك منشآت أحدث، ووسائل نقل أسرع، وفنادق فاخرة، وأسواقًا تجارية متنوّعة، ومطارًا ذا قدرة استيعاب عالية، ما عزّز من تدفّق السيّاح على الإمارة الخليجية، وتسهيل إجراءات الاستثمار الأجنبي، ونمو الناتج المحلي لديها، ووجودها ضمن الاقتصاديات الأكثر نموًا في المنطقة لسنوات. والأمر ينطبق على روسيا وقبلها البرازيل اللتين استضافتا كأس العالم 2018 و2014 حيث جاءت العوائد 14 مليارًا و15 مليار دولار. والسعودية ستعطي للعالم نُسخة مختلفة لا مثيل لها على الأصعدة كافة، يقف على رأسها الثقافة المُتجذرة للإنسان السعودي وتنوّع أرضه وموروثه.
إنّ الهيئة العُليا لتنظيم كأس العالم 2034 ستأخذ حركة العمل إلى مستويات بالغة المرونة، وجعل البدء بوتيرة أسرع، واختصار الكثير من الوقت، والجهد، ودفع القرار إلى مرحلة الصناعة مع بلورته دون تأخير أو تراجع.