2024-11-19 | 01:37 تقارير

بعد القبض عليه وتصاعد قضيته.. كابوس «ديدي» يدخل إلى الرياضة

الرياض ـ الرياضية
مشاركة الخبر      

لم يخطر في أذهان عدد من نجوم كرة القدم العالمية أن علاقة الصداقة التي تربطهم مع الأمريكي شون جون كومز الشهير بـ«ديدي» ستتحول في يوم من الأيام إلى كابوس يؤرق مضاجعهم، خوفًا من ملاحقة السلطات القانونية لهم، ضمن قائمة طويلة قد تطال الكثير من المشاهير وأصحاب المال والأعمال، بداعي التورط مع نجم البوب «المحتجز» على ذمة العديد من التهم الموجهة إليه، معظمها يدور حول ممارسات خارج إطار المألوف أثناء أمسيات ديدي الشهيرة.
الإنجليزي ديفيد بيكهام، مالك نادي إنتر ميامي الأمريكي، الذي تنقل بين العديد من أشهر الأندية العالمية، أبرزها مانشستر يونايتد، ريال مدريد، باريس سان جيرمان، ميلان وغيرها، يعد أحد أصدقاء ديدي، الذي ظهر معه في مناسبات عدة بما فيها الأمسيات القضية، في ظل تأكيد الأخير أن علاقتهما فريدة من نوعها.
البرازيلي رونالدينيو الساحر الكروي ونجم السامبا الذي أشبع ميادين كرة القدم متعة، وتلاعب بخصومه متراقصًا على المستطيل الأخضر، ليطرب قلوب عشاقه ويجبر منافسيه على التصفيق له خلال فترته الذهبية مع برشلونة الإسباني.. يجد الأنظار تحاصره والأسئلة تطارده، حيال طبيعة علاقته مع ديدي، أحد أشهر صناع الموسيقى القابع في مركز احتجاز متروبوليتان في منطقة بروكلين في نيويورك، خاصة وأنه نشر عبر حساباته في وقت سابق صورة له برفقة مغني الراب خلال حفل في ميامي.
وتسجل صفحات التاريخ ذكرى لقاء ديدي مع فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، في عام 2006، وهو ما أعقبه أحاديث عن روابط خاصة مع عدد من لاعبيه ونجومه.
ولعل اسم البرازيلي نيمار جونيور، نجم فريق الهلال الأول لكرة القدم، كان ضمن الأسماء التي نالها نصيب غيرها من النجوم حيال التساؤلات عن الصداقة مع ديدي بعد نشر مقاطع لهما أثناء ممارسة لعبة كرة السلة.
وتحوم علامات الاستفهام حائرة لمعرفة من هم أعضاء القائمة التي تتحدث عنها الأوساط الإعلامية والمجتمع الأمريكي، والتي من المحتمل أن تحضر على صفحات التحقيقات، أو ربما تمثل أمام القضاء في حال الاستدلال بها أو طلب شهادتها عطفًا على علاقتها بمغني الراب الأمريكي الذي تصدر قائمة مجلة فوربس للموسيقيين الأعلى أجرًا في عام 2017، قبل أن تقدر المجلة صافي ثروته في 2022، بمليار دولار، ليكون ثاني أغنى فنان هيب هوب بعد شون كوري كارتر الشهير بـ«جاي زي».
اغتصاب.. اتجار بالبشر.. استغلال.. ابتزاز.. عنف.. واعتداءات جنسية.. عناوين عريضة تدور حول اتهامات في قضايا إجرامية، زجّت بالأمريكي شون جون كومز «ديدي» خلف القضبان الحديدية في السجن.
ومنذ اعتقال ديدي في 16 سبتمبر الماضي، وعاصفة الأنباء الإعلامية المحملة بأدق التفاصيل لم تهدأ.. وسط محاولات من فريق دفاعه تخفيف حصار القيود وتحريره بعض الوقت من أجل استرداد أنفاسه، حتى لو اضطر الأمر إلى دفع أموال طائلة.
نجومية ديدي وشهرته العالمية لم تشفع له أمام السلطات في تلبية طلبات فريقه الدفاعي من المحامين، وفق وسائل إعلام دولية، أشارت إلى وجود محاولات للإفراج عنه مؤقتًا منذ اللحظة الأولى لتكبيله.
أكثر من ربع قرن، أمام الأضواء، تحولت إلى كابوس مدمر وسط ليل دامس حالك السواد، تطوّقه أصوات أشبه بتلك الصادرة من الأشباح.. وسط مطاردة أكثر من 100 ضحية قابلة للزيادة، حسبما ذكر المحامي توني بوزبي، ممثل رافعي القضايا الذين ينوون مقاضاة مغني الراب بتهمة الاعتداء الجنسي والاغتصاب والاستغلال والتحرش الجنسي.
ويبدو أن ألم الفقد سيجدد حضوره مع ديدي بشكل مختلف هذه المرة، بعد أن عانى منه سابقًا وأظهر ذلك عبر كلمات أغنيته «I'll Be Missing You» التي كانت بمثابة نقطة تحول في مسيرته عام 1997، عندما بكى فيها ألم فقد صديقه، في ألبومه «No way out» ليجدد التاريخ ذكراه، ويجد مغني الراب نفسه تحت وطأة فقد الحرية مقيدًا بسلاسل القانون.

واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا، تعددت مسارح أحداثها وتسيد بطولتها شون ديدي كومز الملقب بـ«ديدي» أو بي ديدي، المولود في 4 نوفمبر 1969 داخل حي هارلم أحد أحياء شمال مانهاتن في مدينة نيويورك، الذي يتميز بتاريخ ثقافي طويل ومتنوع، وكان مركزًا للثقافة الأمريكية الإفريقية خلال القرن العشرين، خاصة في فترة نهضة هارلم «Harlem Renaissance» في العشرينيات، التي شهدت ازدهارًا في الأدب، الفن، والموسيقى، بما في ذلك الجاز والموسيقى السوداء، ويعرف اليوم بمزيج من الثقافات والأعراق، ويضم معالم مهمة مثل «مسجد مالكوم إكس»، «مسرح أبولو» الشهير، والعديد من المطاعم والأسواق التي تقدم الطعام والثقافة الإفريقية الأمريكية.

التهم كثيرة والمتهم واحد.. الملياردير الخمسيني الذي واصل غرقه في الوحل حتى أثناء محاولته تقديم 50 مليون دولار للخلاص المؤقت، لتتحول سطوته المالية إلى سوط يجلد ظهره مع سياط ملاحقيه، بعد أن وجّه إليه الادعاء الأمريكي اتهامًا جديدًا بمحاولة الوصول إلى شهود محتملين والتأثير على الرأي العام من داخل السجن، في محاولة ضغط على المحلفين المحتملين لمحاكمته، نقلًا عن وسائل إعلام أشارت إلى وثيقة قدمها الادعاء من أجل حث القاضي على رفض طلب الإفراج عنه بكفالة، استنادًا على مراجعة مكالمات هاتفية مسجلة أجراها السجين، مع أفراد عائلته وطلب منهم التواصل مع ضحايا وشهود محتملين وصياغة روايات للتأثير على لجنة المحلفين مع التشجيع على تنفيذ حملات تستهدف الرأي العام، وهو ما عدّه الادعاء انتهاكا للقواعد.
وفي خضم عاصفة أحداث الاعتقال تدور في وسائل الإعلام روايات، لم تثبت صحتها منسوبة إلى أشخاص ادعوا أنهم ضحايا، كشف بعضهم عن اعتداء ديدي على طفل في سن التاسعة، إضافة إلى ممارسة الضرب والاتجار بالبشر.
قضايا بالجملة، تردد أنها تمتد من عام 1995 حتى 2021، وتشير إلى أن مغني الراب الشهير استغل امبراطوريته الموسيقية في ارتكاب ممارساته، بعضها ظهر على السطح في الأعوام القليلة الماضية، مثل قضية المغنية كاساندرا فينتورا التي اتهمت ديدي بالعنف والاعتداء الجسدي خلال علاقة امتدت نحو 10 أعوام، في حين برز اسم المغنية داون ريتشارد ضمن متهمي ديدي بالاعتداء الجنسي والضرب والاتجار بالبشر والاحتيال، إضافة إلى دعاوى قضائية رفعها آخرون رجالًا ونساء حول اعتداءات نفذها ديدي في الحفلات البيضاء الخاصة «White Parties» التي ينظمها ديدي في منزله وسط حضور كبار المشاهير والفنانين الموسيقيين.
وتتناقل الأوساط الأمريكية قصصًا متداولة يقال إنها منقولة عن أصحابها، من بينها ما ذكره أحد الضحايا عائدًا بذاكرته إلى عام 1998 في السادسة عشرة عندما حضر إحدى الحفلات في منزل ديدي بمنطقة هامبتونز في الولايات المتحدة، وسط فرحة عارمة برؤية عدد لا يحصى من المشاهير والفنانين الموسيقيين، وتضاعفت فرحته لحظة لقاء ديدي وبدأ الحديث حول دخول عالم صناعة الموسيقى، ولم يكن يعلم أن ذهابهما إلى مكان أكثر خصوصية سيكون ثمنًا لتذكرة العبور إلى عالم الشهرة والموسيقى حسب الرواية المنقولة، مع صورة للثنائي خلال الحفلة غطي وجه المدعي فيها.
قصة أخرى روتها طالبة جامعية في الربيع الـ 19 من عمرها، التقاها نجم الغناء خلال جلسة تصوير عام 2004، ودعاها لحضور حفلة في الفندق كانت بمثابة شرك للإيقاع بها وحدوث أمر لم تكن ترغب فيه.
ومن كاليفورنيا، تلوح في الأفق أنباء عن سيدة تدعى آشلي بارام، تدعي أنها تعرضت للاعتداء والتهديد بتشويه ملامح وجهها بآلة حادة كانتقام على تعليقاتها حول اعتقادها بأن ديدي يقف خلف حادث قتل توباك شاكور مغني الراب في لاس فيجاس عام 1996.

اتهامات وقصص تحمل أوراق التحقيقات تفاصيل أعمق وأكثر منها بكثير لا تزال قيد الدراسة والبحث والاستقصاء، وسط جهود مضاعفة يبذلها محامو المغني الشهير، الذي نقلت عنهم «بي بي سي» قولهم إن كومز «لم يعتدِ جنسيًا على أي شخص بالغ أو قاصر، رجل أو امرأة».

ووفقًا لما يدور في وسائل الإعلام والأوساط الأمريكية، ينتظر أن يكون مايو المقبل موعدًا لبدء محاكمة ديدي صاحب الإمبراطورية الموسيقية الذي تربطه علاقة وثيقة بمعظم فناني موسيقى الهيب هوب والراب، وأبرزهم المغني جاستن بيبر الذي التزم الصمت وقتًا طويلًا بعد اعتقال داعمه الفني الأول والأب الروحي له في عالم الموسيقى.
ويرى ديدي أن والده الذي قتل وهو في سن الثالثة من عمره كان ملهمه وأثَّر في حياته بشكل كبير، بعد أن تفرغت والدته لتربيته حتى التحق بجامعة هوارد في واشنطن، لدراسة إدارة الأعمال، وانتقل إلى العمل في صناعة الموسيقى، وبدايته كانت كمنسق موسيقى «DJ» ومنتج.
وفي أوائل التسعينيات عمل مع العديد من كبار الفنانين، وانطلق بتأسيس شركة باد بوي ريكوردز «Bad Boy Records»، التي أصبحت لاحقًا واحدة من أكبر شركات الإنتاج في عالم الهيب هوب والموسيقى بشكل عام، ولمع نجمه مع فنانين مثل ماري جي. بليج، بريتي كيلي وحقق نجاحًا كبيرًا عبر الألبوم الأول للفنان ذا نوتوريوس بي. آي. جي. الذي أصبح واحدًا من أبرز الأسماء في الهيب هوب.
وتم ترشيح ديدي لأكثر من 65 جائزة، وفاز بـ 13، منها 3 جوائز جرامي وتم تصنيفه من قبل مجلة تايم ضمن قائمة أفضل 100 شخصية مؤثرة في العالم، وحصل على عدة جوائز في الموسيقى الأمريكية، إضافة إلى امتلاكه العديد من العلامات التجارية الشهيرة.
وعلى صعيد الحياة العاطفية، كانت حياة ديدي مليئة بالعلاقات المثيرة للجدل مع العديد من النساء، وارتبط بعدد من النجمات والفنانات البارزات وشخصيات شهيرة في صناعة الفن والترفيه، مثل جنيفر لوبيز.
وعلى الرغم من العلاقات المتعددة، كانت بعض تلك العلاقات طويلة الأمد وذات طابع جاد، بينما كانت الأخرى تتسم بالقصيرة أو المؤقتة.
وكان ارتباط ديدي أحد أكثر العلاقات شهرة في حياته خلال الفترة من 1999 إلى 2001 وعملا معًا في بعض المشاريع الفنية مثل أغنية لوبيز الشهيرة «I’m Real».
أما كيبمرلي بورتر، عارضة الأزياء والممثلة الأمريكية، فقد ارتبطت بعلاقة متقطعة مع ديدي لمدة 13 عامًا وأنجبت منه ثلاثة أطفال حينها، وعلى الرغم من انفصالهما، إلا أنه أبدى حزنها عليها بعد وفاتها في عام 2018، نتيجة لمضاعفات صحية.
في حين نشأت علاقة بين نجم الراب الشهير وكاسيدي، المغنية وعارضة الأزياء، في عام 2006، وتعزز تواصلهما في 2017 بشكل علني حتى انفصلا في 2018 بعد 11 عامًا.
ولم تتوقف ارتباطات ديدي عند هذا الحد، فقد نقلت تقارير إعلامية أنه كان مرتبطًا بدانييلا أوجيولا عارضة الأزياء والكاتبة لفترة زمنية محددة، في حين أنجبت له سارة تشاتزورث ابنه لوجان في عام 2006، بعد فترات حياتية غير مستقرة.