العالم الذي نعيش
* مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، وكالعادة لن أنقل أخبار الحروب، ولا الأخبار التي تسد النفس، ما علاقتنا نحن لكي نشغل أنفسنا بما لا يخصنا ولا ينفعنا، مع أن التطورات بين الروس والأوكرانيين وصلت إلى ما يثير قلق سكان العالم، لأن هذه الحرب إن توسعت أصبحت عالمية، وإن أصبحت عالمية فستأثر على العالم من باب أن العالم أصبح قرية واحدة!. لم اقتنع يومًا بأن العالم أصبح قرية واحدة، لأن مفهوم القرية يعني أن سكانها لهم نفس الثقافة والعادات واللغة بينما البشر مختلفون، وهذه طبيعة الحياة التي جعلتنا أممًا وشعوبًا مختلفة. أعتقد أن من سوّقوا لمفهوم القرية الواحدة أرادوا أن يبيعونا بضاعتهم بشكل دائم!.
* كنت وما زلت مقتنعًا أن عقل الإنسان لا يعمل بكل طاقته إن لم يشبع نومًا، جربت هذا على نفسي، ففي الوقت الذي لا آخذ القدر المطلوب من النوم لا أستطيع جمع كلمتين على بعضهما، وأشعر أني مشتت، مع بعض النظرات السلبية تجاه الأشياء. أما إذا حصلت على القدر الكافي فخذ ولد «مصحصح»، أتحول إلى حكيم ينصح الناس، ومفكر يُوجد الحلول للمشاكل، وشاعر تتقافز أمامه الكلمات. في دراسة أمريكية حديثة قالت إن هناك ما هو أكثر من تشتت العقل وسوء أدائه عندما ينقص نوم الإنسان، الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة «ألبرت إنشتاين» للطب تقول إن كبار السن الذين يعانون النعاس أو التعب أثناء النهار قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بسبب قلة النوم ليلًا! دراسة حزينة بالنسبة لي، فأنا أشعر بالنعاس والتعب بالنهار، والمؤلم أن بعض الأعراض بدأت بالظهور، الآن فهمت أسباب نسياني لبعض أسماء الزملاء، ولماذا أقفز في حديثي من موضوع لآخر دون ترابط، قبل أيام عاتبني أحد الأصدقاء بسبب قفزي في الحديث من العملات المشفرة إلى فوائد اللبن!.
* معظم البشر تخيلوا أنفسهم يقومون بأعمال بطولية، لا أعرف أحدًا لم يتخيل مثل هذه الخيالات، وأغلب الشباب منذ أن صار لنجوم الكرة «شنّة ورنة» حولوا خيالاتهم نحو كرة القدم، والحقيقة أن القيام بدور بطولي حقيقي قد يخدم صاحبه طوال حياته، لأنه سيعطيه مكانة اجتماعية كبيرة، ويصنع منه شخصًا عنده «سالفة»!. في أستراليا وقبل إقلاع الطائرة تفاجأ الركاب بوجود ثعبان بين المقاعد، دب الرعب وصرخن النساء كالعادة، فقام أحد الشباب بالإمساك بالثعبان. خلال ساعة انتشرت مقاطع الفيديو عن بطولة الشاب، وحصلت الفيديوهات على آلاف التعليقات التي تشيد بشجاعته، مع أن الشاب قال بتواضع أن الثعبان غير سام وكان يعرف ذلك قبل اصطياده! لا أخفيكم أني بعد مشاهدتي للفيديوهات تخيلت نفسي بدلًا منه مع بعض لمساتي، تخيلت أنه كان ثعبانًا سامًا ضخمًا، ودار بيني وبينه صراع انتهى بانتصاري مع بعض الجروح، تم تكريمي والحمد لله من عمدة المدينة الذي أقام حفلًا أحيته سميرة توفيق التي غنت لي خصيصًا: أسمر يا الشب المهيوب.. كرمال عيونك راح أدوب!.