«خليجي 26».. عين على «الأزيرق» وأخرى تراقب التنظيم
بدأ العد التنازلي لاستضافة دولة الكويت بطولة كأس الخليج الـ 26 بين 21 ديسمبر و3 يناير المقبلين، حيث ستكون الأنظار متجهة إلى «الأزيرق» والتنظيم على حد سواء.
وتتطلع الجماهير المحلية إلى البطولة على أنها أرضية صالحة لعودة إطلاق مسيرة «الأزرق» الغائب لفترة طويلة عن الساحة نتيجة تراجع المستوى، خاصة أنه حامل الرقم القياسي لجهة التتويج باللقب الإقليمي «10 مرات».
ومنذ إعلان الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مدرب منتخب الكويت الأول لكرة القدم المعين في يوليو الماضي لمدة عام، التشكيلة الموسعة المشاركة في «خليجي 26»، تعالت الأصوات المساندة للاختيارات والمعارضة لها، وبينها الإعلامي الكويتي عبد الكريم الشمالي الذي قال لوكالة «فرانس برس»: «التشكيلة مخيبة للآمال.. تمنيت رؤية أكبر قدر من الوجوه التي تخدم المستقبل.. كان علينا استغلال هذه النسخة من كأس الخليج للاستعداد للاستحقاقات المقبلة، خاصة ما تبقى من منافسات الدور الثالث للتصفيات الآسيوية، المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك».
وأضاف: «كنت مع فكرة دمج أصحاب الخبرة مع الشباب، كما حصل في العراق خلال كأس الخليج 1979، بسبب مشاركتنا في أولمبياد موسكو 1980.. مثال آخر كأس الخليج 1982 عندما خاض الأزرق غمار البطولة في الإمارات بتشكيلة مختلطة وقيادة عبد العزيز العنبري نتيجة الاستعداد للمونديال، الذي نظم في العام نفسه، وقد توّج منتخبنا بتلك النسخة.. لا يغيب عن بالنا أيضًا المنتخب الشاب بالكامل، الذي مثّل الكويت في كأس الخليج 1984 في عُمان».
ودخل المنتخب معسكرًا خاصًا استعدادًا للبطولة، في الدوحة العاصمة القطرية، يستمر حتى منتصف ديسمبر المقبل، علمًا أنه جاء على رأس المجموعة الأولى في «خليجي 26» إلى جانب الإمارات وقطر وعمان، بينما ضمت المجموعة الثانية الأخضر السعودي والعراق والبحرين واليمن.
بيتزي شدد على أن القائمة النهائية ستتضمن اللاعبين الأكثر تركيزًا والتزامًا بتعليمات الجهاز الفني وتنفيذها على الملعب، وتحديدًا في المباريات التجريبية الثلاث التي سيخوضها الفريق في المعسكر نفسه أيام 9 و12 و15 ديسمبر أمام اليمن ولبنان وسوريا تواليًا.
وأردف الشمالي: «الأسماء المختارة مثيرة للاستغراب.. لاعب لا يشارك بانتظام مع ناديه يجري استدعاؤه على حساب عناصر أساسية مع فرقها أو حتى أفضل كمستوى. على سبيل المثال، جرى اختيار مبارك الفنيني على حساب عذبي شهاب وبندر السلامة.. هذا مستغرب.. كثيرون طرحوا اسم بدر المطوع الذي يبلغ من العمر 39 عامًا.. أعتقد أنه كان من الممكن استدعاؤه لتصفيات كأس العالم لأن المنتخب يحتاج إلى قائد.. أما في كأس الخليج، فأرى أنها فرصة مناسبة حصرًا للوجوه الشابة».
ومن المنتظر أن تكتمل تشكيلة «الأزرق» في الدوحة بانضمام لاعبي فريقي الكويت والقادسية إلى التدريبات في الخامس من ديسمبر، نظرًا لارتباطهم خارجيًا على الصعيدين الآسيوي والخليجي.
ويعود التتويج الأخير للكويت بكأس الخليج إلى العام 2010 في اليمن، ولا يخفى أن ثمة علاقة خاصة بين البطولة والبلد الذي كان أول ممثل للخليج في كأس العالم.
وتمثل البطولة فرصة سانحة أمام «الأزرق» للاستعداد لما تبقى من تصفيات حقق فيها أربعة تعادلات، أمام الأردن «مرتين» والعراق وفلسطين، في مقابل تعرضه لخسارتين أمام عمان وكوريا الجنوبية.
وتتصدر كوريا الجنوبية الترتيب برصيد 14 نقطة أمام العراق «11»، الأردن «9»، عُمان «6»، الكويت «4» وفلسطين «3» علمًا بأن المنتخبات البطلة والوصيفة في المجموعات الثلاث تتأهل مباشرة إلى المونديال، فيما يجري توزيع أصحاب المركزين الثالث والرابع على مجموعتين يتأهل منهما المتصدران. ويلتقي الفريقان الحاصلان على المركز الثاني في مباراة ملحق لتحديد ممثل آسيا في الملحق العالمي.
وعلى الرغم من أن البعض شكك في قدرات بيتزي، فإن الشيخ أحمد اليوسف، الرئيس الجديد للاتحاد، أكد التمسك به من خلال الثناء على ما جرى تقديمه في المباراة الأخيرة أمام الأردن، وذكر في بيان رسمي نشره الاتحاد أن «القادم سيكون أفضل». وجاء هذا الثناء ليعطي الضوء الأخضر لاستمرار الجهاز الفني بما يخالف تكهنات الفترة الماضية، التي ربطت مستقبله بلقاء الأردن ذاته.
ويزيد الشمالي في هذا الصدد: «بيتزي هو الرجل المناسب في حال منح الفرصة كاملة والحرية كاملة.. إذا حصل على فرصة للاستمرار لفترة طويلة، هو أو غيره، فإن هناك أملًا للتحسن، كما حصل في الشوط الثاني من معظم مبارياتنا في التصفيات.. نحتاج إلى إدارة واعدة تتعاطى مع بيتسي واللاعبين باحترافية».
وعلى الرغم من أهمية تقديم المنتخب لمستوى يليق بتاريخه، فإن البال لن يغيب عن التنظيم.
كانت مباراة الكويت أمام العراق في 10 سبتمبر الماضي، شهدت سوء تنظيم وفوضى، نتيجة عدم ربط التذاكر بأرقام المقاعد، فضلًا عن دخول الماضي، وشهدت عددًا كبيرًا من المشجعين لا يحملون تذاكر، وحرمان عدد ممن يحملها من الدخول.
وحصل الكثير منذ ذلك الحين، حيث تولى مجلس إدارة جديد مقدرات الاتحاد، وقبلها تم التعاقد مع شركة كبرى سبق لها المساهمة في تنظيم مونديال 2022 في قطر، كي تشارك في تنظيم «خليجي 26».
ويتابع الشمالي: «الكويت قادرة على استضافة أي بطولة.. الاستعدادات جيدة، والكويت لن تخيّب الآمال.. المشاكل التي رافقت الاستعدادات لم نكن نتمنى وجودها، لكننا سنكون جاهزين».