2024-12-09 | 22:28 مقالات

العرض المقبل

مشاركة الخبر      

سيدخل الهلال في مرحلة عرضٍ مُقبلةٍ، لم تمر على الدوري السعودي، وربما العالمي، في استقطاب اللاعبين بعد نحو خمسة أشهرٍ قبيل كأس العالم للأندية أمريكا 2025م.
والعرض المُقبل، لابد أن ينبع من شركة نادي الهلال، لا من أي جهة دعمٍ، على اعتبار أن الشركة تتمتع بملاءة مالية، ولها حريّة الحركة بناءً على وضعها بالكامل. والصوت الأزرق، الذي ينادي بالدعم الحكومي، وتمكين الفريق بعناصر عالمية، لم يحسب حساب أن المشاركة ستكون لأيّامٍ، وسيعود للداخل مع كُل التباين الذي سيحدث.
والعدل أن الهلال يكون معتمدًا على نفسه، وموارده، وألَّا تتحرَّك أي جهةٍ كانت في تقوية الموقف المالي للشركة أثناء عملية مفاوضته للاعبين.
والمساواة تقول إن النادي المحلي سيخوض البطولة العالمية مُمثِّلًا نفسه، لا مُعبِّرًا عن أحدٍ، وأن نتائجه ستعنيه وجماهيره فقط، دون أن يكون الحمل جامعًا كُل المكوِّن الرياضي.
والحقيقة التي يجب أن يعيها الجميع، أن الأزرق سيعود بنجومه العالميين للمنافسات المحليَّة، وهذا مبعث الإخلال بالمنافسات.
إن أي جهةٍ تُفكِّر في دعم الهلال خلال مشاركته الدولية من أي مُنطلقٍ كان، ستظلم الوضع في الداخل، وسُتلحق الضرر ببقيَّة الأندية السعودية، وستؤسِّس لمعادلة «التمثيل الوطني» الذي إذا لم يكن متطابقًا، فسيكون هناك تمزيقٌ للفكرة الوطنية الواحدة، وهذا مبدأ خطيرٌ، سيعجز أي طرفٍ عن بنائه من جديدٍ.
إنّ الهلال نادٍ سعودي من حيث الهُويَّة والانتماء، لكنَّه ليس الوحيد في ذلك، كما أنه ليس مملوكًا للقطاع العام، ولا ينبغي أن تتحرَّك الجهة الرسمية لدعمه، وتمييزه عن الآخرين بحجّة المشاركة «الوطنية».
لقد تباهى الهلاليون كثيرًا بأن ناديهم الأغنى من كُل الأندية، وذكر رجل صندوق الاستثمارات العامَّة مشاري البراهيم، أنه الأكثر عملياتٍ تجاريةً من غيره، فلماذا الحديث الآن عن دعم يُحدث الفرق؟!
إنّ الهلال فريق كُرة قدمٍ، سيشارك في بطولةٍ ضمن 31 ناديًا من العالم، وأي فكرةٍ تجعله ممثِّلًا عن مشروع الجميع، هو تهديدٌ للمشروع نفسه، ومرحلةٌ لا نعرف إلى أي انقسامٍ ستؤدي. العقل يقول إن الوطنية ليست أهواءً تحضر وتغيب بحسب المصلحة.