2024-12-24 | 23:31 مقالات

جولة السوشال ميديا

مشاركة الخبر      

* تخلَّصت من التدخين قبل سنواتٍ، ولم أعلم عندما تخلصت من إدمانٍ قديمٍ، أنني كنت أدخل إدمانًا جديدًا اسمه السوشال ميديا. التدخين أنا من ذهبت لأقع في شباكه! كان العالم يحذِّر منه، وضحاياه كثرٌ، وعلى مرأى الناس، أما السوشال ميديا، فكانت شيئًا جديدًا، ولم أفكر أنها قد تسبِّب الإدمان. شاهدت مقطعًا مصوَّرًا في الشارع لأحد الأشخاص، يتوجَّه فيه لآخر كان مشغولًا بهاتفه. سأله: مَن تعتقد أنه يتحكَّم بالآخر، أنت تتحكَّم بالسوشال ميديا، أم هي التي تتحكَّم بك؟ كان صمت الشخص اعترافًا بوقوعه في أسر مَن يأخذ منه ساعاتٍ دون مقابلٍ. بالطبع، في السوشال ميديا هناك ما هو ثمينٌ ومفيدٌ، وهذا لا نقاشَ فيه، لكنَّ المشكلة تكمن في أن مقاطع الفيديوهات القصيرة جاذبةٌ، وإن كانت غير مترابطةٍ، وجذبها هذا يشبه طعم الشوكولاتة اللذيذة التي تؤذي صحتك إذا أكثرت منها، ومع هذا لا تتوقَّف عن تناولها بكثرةٍ. في جولة السوشال ميديا الأخيرة، سأنقل لكم بعض الفيديوهات التي أعجبتني.
* مقطعٌ صوتي في إنستجرام لمتحدثٍ باللغة الإيطالية، يقول فيه: «نحن في حاجةٍ لثلاثة أشياءَ في حياتنا. الحياة رائعةٌ إذا لم تكن خائفًا منها. كلُّ ما يتطلبه الأمر هو الشجاعة، والخيال، وقليلٌ من المال».
* مشكلة كثيرٍ من مقاطع الفيديو، أنها لا تضع أسماء المتحدثين، لنتعرَّف عليهم، وهذا ضعفٌ مهني لأصحاب تلك الحسابات. أحد المقاطع الجميلة، أنقلها لكم دون معرفة الشخص المتحدث، لكن هذا لا يُضعف جمال ما قاله: «ما هو الفرق بين أن تُعجب بشخصٍ، أو أن تحبَّ شخصًا؟ حين تُعجبك زهرةٌ، تقوم بقطفها، لكن حين تحبُّ زهرةً، تقوم بسقايتها يوميًّا، وبعضكم يتم قطفهم عوضًا عن سقايتهم».
* مقطعٌ قصيرٌ لشابةٍ، تتحدَّث عن التغيير. المتحدِّثة تضعنا أمام حريةٍ واسعةٍ، يظنُّ بعضنا أنها غير موجودةٍ «ما لا تغيِّره فأنت تختاره. إن كان هناك شيءٌ في حياتك، تشتكي منه، ولا تسعى لتغييره سواءً كان ذلك علاقاتك، أو جسدك، أو صحتك، أو وظيفتك، فأنت تختاره».
* مقطع فيديو لشابٍّ، كان مصابًا بالاكتئاب. يقول: «ما أخرجني من كآبتي، لم يكن دواءً من صيدليةٍ، بل كلمة واحدة. الكلمة التي ساعدتني فعلًا على الخروج من كآبتي، كانت الوفرة. هي كلمةٌ قويةٌ جدًّا، لأنها شيءٌ نملكه جميعًا، فنحن لدينا وفرة الحياة كل يومٍ. من أول لحظةٍ بعد استيقاظنا في إمكاننا التنفس، في إمكاننا المشي، في إمكاننا الرؤية، في إمكاننا السمع، هذه الأشياء كلها وفرة. بمجرد أن تطبِّق ذلك بشكلٍ يومي، وكأن الحياة تبدأ بالانفتاح لك. وحقيقةُ أن ذلك متوفِّرٌ، هي الخطوة التي تنطلق منها بمجرَّد قيامك من السرير، وهي أن تشكر وتمتن لمجرَّد حقيقة أنه لديك خياراتٍ، يمكنك أن تختار هذا الفعل، أو ذاك، أو يمكنك الذهاب يمينًا أو يسارًا، هذا لوحده هديةٌ لا تقدَّر بثمنٍ».