كلام ويك إند
* منذ يومين وأنا مصابٌ بالإنفلونزا. بدأت خفيفةً، ثم تحوَّلت إلى تيارٍ، اخترق الجلد، وصار يدور دون توقفٍ من أسفل قدمَي إلى أعلى رأسي، وآهٍ إذا جاء السعال، وكأنني في معركةٍ، وأصبت بسلاحٍ، قذف عشرات الإبر على صدري! مرَّةً أشعر بالبرودة الشديدة فأرجف، وأطلب غطاءً اضافيًّا، وأخرى أشعر بالحرارة، وكأنَّني في سيارةٍ، تعطل مكيِّفها في موسم الصيف. الإنسان يصاب عشرات المرات بالإنفلونزا طوال حياته، ومع كل إصاباتي السابقة لكنني لم أنظر للإنفلونزا مثلما نظرت إليها هذه المرة. أثناء اشتداد التعب، راجعت أحاديثي وتصرفاتي في الأيام الماضية قبل الإصابة، فوجدت شخصًا مغرورًا بكل ما يحتويه الغرور من وهمٍ، وضعفٍ خفي. كنت غاضبًا على أشياءَ، بدت تافهةً، وأنا أدافع عن نفسي في معركة الحرارة اللاهبة، وتذكرت كل أحاسيس القوة التي كانت تتملَّكني بينما أرجف مهزومًا من البرودة. حفظ الله الجميع، لكن بعض ما يعترض الإنسان، ويُظهره ضعيفًا عبارةٌ عن عملية إعادة توازنٍ، أن تدرك حقيقة حجمك الحقيقي، وأن تعرف خطوط حدودك فلا تتجاوزها. ومع الأسف لا يكفى إدراك كل ذلك، وعلى الإنسان ألا ينسى ما أدرك، وألا يخرج من حالة التوازن التي أعاده إليها التعب والضعف. هذا شبه مستحيلٍ إلا ما ندر، فالنسيان آفةٌ، تكبر ولا تصغر. كلما أصابتني الإنفلونزا الشديدة، أفكر بالأقارب والأصدقاء الذين لم أزرهم منذ مدةٍ. أقرِّر زيارتهم بعد شفائي، لكنني وبعد الشفاء، أركض خلف ما أنساني إياهم، وعندما أتذكرهم، أقول: وليش هم ما يسألون؟!
* آمل أن يحقق الصقور الخضر الفوز اليوم أمام العراق، وأن يمر المنتخب إلى المباراة النهائية، ويعود بالكأس. البطولة مثل أي بطولةٍ أخرى، يجب اللعبُ للفوز بها، لكن الأهم، أن يحصل الأخضر على الكأس فهذا يعني أنه وصل لمستواه الطبيعي، وهذا ما نحتاج إليه في المباريات المتبقية من تصفيات كأس العالم.
* قرأت عن رجل أعمالٍ، أُطلِقَ عليه لقب «سيد الأجواء اللطيفة». حكاية اللقب أن رجل الأعمال الأوروبي يقيم في الشتاء في البلدان الدافئة، ثم يعود إلى أوروبا للتنعُّم بصيفها اللطيف والعاقل. عندما قرأت ما قاله، تذكرت الذين يقولون إن الفلوس شيءٌ ثانوي! بالمناسبة، هؤلاء تحديدًا سيقاتلونك بلا رحمةٍ عند أي خلافٍ مالي، وإن كان صغيرًا!