جمعان النصر والبطولات
لبى المسؤولون في نادي النصر أخيرًا رغبة ومطالبات الجماهير بإقصاء الإيطالي جويدو الرئيس التنفيذي للنادي من منصبه وتعيين أحد أبناء النادي السعوديين بديلا عنه متخلين عن السياسة التي انتهجها المالك الجديد للأندية الجماهيرية الأربعة والتي تقتضي وجود العنصر الأجنبي في هذا المنصب.
حمّل النصراويون كل مشاكل النصر وإخفاقاته الموسم الماضي وخسارته لكأس السوبر وخروجه من كأس الملك وتعثره في الدوري خلف الاتحاد والهلال بأكثر من عشر نقاط في الدوري هذا الموسم للايطالي بحكم منصبه والصلاحيات الممنوحة له، فكيف سيتم تقييم عمل السعودي ابن النادي ماجد الجمعان الذي تولى المنصب أخيرًا؟.
فهل نجاح الجمعان في مهمته الجديدة مرتبط بتحقيق كأس دوري نخبة آسيا المتاحة لجميع الأندية السعودية الثلاثة وتأهلها لدور الـ 16 ومنافسته على لقب الدوري؟، أم سيتم تقييم عمله بعيدًا عن تلك البطولتين؟.
مهمة صعبة وتحدٍ كبير وغير مضمون لماجد الجمعان قبل أن يبدأ في وسط عاطفي تنافسي يقيّم العمل بتحقيق البطولات دون أن ينظر للتفاصيل ولا لأي أمور أخرى، وكل ما أخشاه أن تستمر المطالب النصراوية نهاية الموسم وتطالب بالتغيير مرة أخرى في وقت قد يكون الوقت حتى لم يسعف الجمعان لعمل شيء، رغم يقيني أنه ليس هناك الكثير ليفعله بعد الإيطالي جويدو، فالفريق مليء بالنجوم الأجانب والذين يعتبرون الأفضل أسماء بين بقية الفرق بقيادة الأسطورة العالمية رونالدو.
ليست دائمًا مطالب الجماهير هي الصائبة أو هي الحل لمشاكل الفريق والنصراويين، العبرة في جارهم الهلال فرئيسه الأسطوري فهد بن نافل والذي يعتبر بالأرقام والنتائج والبطولات أفضل رؤساء الأندية وليس الهلال فحسب تاريخيًا لا يسلم من مطالب الجماهير برحيله عند أي خسارة أو هزة تحدث للفريق، وهذا أيضًا المدرب الأنجح في الدوري السعودي والذي سيطر على كل بطولات الموسم الماضي وحطم كل الأرقام كانت تطالب الجماهير بالعادة في أول خمس مواجهات قادها وبعد تعادلين فقط، ولكن لم تستمع الإدارة لهذه المطالب ولم تحقق رغبات الجماهير العاطفية، ومادام الوضع سيستمر في النصر بتحقيق كل المطالب العاطفية البعيدة عن تقييم حقيقي فسيستمر النصر في الابتعاد عن تحقيق البطولات، وإن حققها فسيعود بسرعة لطريق الإخفاق لأن البطولات أحيانًا قد لا تكون مقياسًا على جودة العمل. هي هدف وغاية ولكن ليست معيارًا للنجاح من عدمه.