رينارد ورائحة أوروبا
هل تعلم أن الإسلام كان سببًا في حفاظ علي البليهي على خانته في المنتخب؟. والسبب مدربه الحالي هيرفي رينارد. إن كان الأمر غريبًا عليك فيعني أنك غير مواظب على قراءة حوارات "الرياضية" في السنوات الخمس الماضية، ولو كنت العكس فلربما وقع تحت ناظريك حوارات مع الألماني رافاييل تشيكوس، فهذا الرجل كان يجابه بقدمه اليسرى اختراقات أرين روبن ويقفز عاليًا رأسًا برأس ليتصدى لليفاندوسكي. ذات مساء عاد من تدريبات فريقه كولن، فإذا برنين هاتفه يدعوه لالتقاط مكالمة، فإذا بالفرنسي مدرب المنتخب السعودي يسأله: هل تتخيل نفسك مدافعًا عن المنتخب السعودي؟ فقال له بكل تأكيد. فأبلغه رينارد أنه سيسعى لذلك. لقد أبلغه أن مواليد المملكة من أمثاله باتت لديهم فرصة لاتداء قميص الأخضر. انتظر رافاييل وسأل حتى استشف أن تحقيق ذلك صعب لدواعي العربية والإسلام.
يصغر رافائيل علي البليهي ببضعة أشهر. وهذه القصة تؤكد المؤكد. أن رينارد لا يفضل اللاعب المحلي. وأنه يتنفس أوروبا من الخارج. يريد رائحة قارته وما يأتي منها من مواليد ومهاجرين وسيدات. تجاربه قبل الأخضر اعتمدت على محترفي أوروبا، وفي المغرب ابتعد عن تدريب المنتخب المحلي المشارك في مسابقة القارة السمراء للمنتخبات المحلية، واختار فقط تدريب المنتخب المعتمد على محترفي أوروبا، تمامًا كما رفع يديه عن أخضرنا في كأس العرب فيفا في الدوحة 2021، فسلم المهمة لمساعده ليدرب منتخب الصف الثاني. بل إنه قبل مجيئه للمملكة كان قد انتقد أشرف بن شرقي على اختياره الذهاب للدوري السعودي، لكنه عاد إلى راداره بعد أن احترف في لانس الفرنسي.
هذا المشهد يتكرر أمامنا. ففيصل الغامدي مثلًا في مركز الوسط أمام كتيبة من المنافسين، لكنهم يلعبون في فرق المقدمة في روشن خلافًا له حيث يلتحق بفريق القاع البلجيكي. وهذا سبب كاف للفرنسي في أن ينتدبه من أقاصي الشمال إلى جنوب الكرة الأرضية قاطعًا آلاف الأميال كي يواجه أستراليا مرهقًا ثم إندونيسيا منهكًا.
أكثر من موقف يوحي أن رينارد لا يرى اللاعب السعودي بالعين المجردة. انتقد همته مرة، وانسحب من كرتنا مرة. ولم نعجبه في أكثر من مرة. من يصدقه؟ هل شماغه وعقاله قد سحر لبك وعقلك؟.