كلام في الفن
الممثل عمر متولي قال إن الفنان شكري سرحان، نال نجوميةً لا يستحقها قياسًا بموهبته، أي أن موهبة شكري سرحان كانت صغيرةً. هذا الرأي الذي أيَّده فيه الممثل أحمد فتحي أثناء لقاءٍ تلفزيوني، أثار موجةً من الغضب عند محبي شكري سرحان. رأي الشاب عمر متولي أصبح حديث الوسط الفني وجمهوره، وقد يكون نقاشًا مفيدًا إذا ما تمَّ مناقشته بصورةٍ موضوعيةٍ، قد يستفيد منه متولي نفسه. شكري سرحان مارس التمثيل 46 عامًا، وقدم أكثر من 150 فيلمًا، إضافةً إلى عشرات المسلسلات والمسرحيات، وحصل على عديدٍ من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثل ثماني مراتٍ لبطولاته في أفلامٍ، أصبحت من أيقونات السينما المصرية مثل "رد قلبي، وشباب امرأة، واللص والكلاب، وليلة القبض على فاطمة". اختاره كبار المخرجين لبطولات أفلامهم مثل كمال الشيخ، وصلاح أبو سيف، وعز الدين ذو الفقار، وهنري بركات. وتكريمًا لمسيرته الطويلة، منحته الدولة وسام الجمهورية.
ما ذكرته نبذةٌ أقلُّ من مختصرةٍ عن شكري سرحان، لكنها كافيةٌ لإعطاء الجيل الجديد لمحةً عن فتى النيل الذي كان نجمًا سينمائيًّا كبيرًا في زمنه. عمر متولي شابٌّ، دخل التمثيل بالوراثة، وهذا ليس ضعفًا، لكن الضعف عندما ترث، ولا تكون مستعدًّا للميراث، أو لا تحاول على الأقل التعلُّم لتكون على قدر المسؤولية. كان في إمكان عمر متولي الاكتفاء بالتمثيل دون الإدلاء بآرائه، وكان عليه أن يقرأ، ويتعلَّم طالما أراد التكلم، ليبدو كلامه ذا قيمة وفائدة بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف. مشكلة رأي عمر متولي، أنه لم ينتقص من شكري سرحان وحده، بل وأيضًا من المخرجين الكبار، ومن قيمة الأفلام التي شارك بها شكري سرحان، وأصبحت من أيقونات السينما المصرية، والمشكلة الأخرى التي أوقع نفسه بها، أنه ظهر بلا ثقافةٍ ووعي عن قيمة الأعمال في زمنها، وهو بذلك لا يقول إن موهبة شكري سرحان ضعيفةٌ فقط، بل ويستهدف أيضًا كثيرًا من النجوم والمخرجين الذين قدموا فنًّا يشبه زمنهم، فنًّا لا تقل قيمته إذا مر الزمن وتطورت الأشياء، لأنه كان رائعًا وقويًّا في الوقت الذي قُدِّم فيه.
أسلوب التمثيل وموضوعات الأفلام والكوميديا تغيَّرت مع الزمن، ونصف أعمال عادل إمام الكوميدية على الأقل لا تبدو مضحكةً الآن للجيل الجديد، الجيل الذي يضحكه محمد هنيدي، ومحمد سعد، وأحمد حلمي، وأكرم حسني.