العالم الذي نعيش
* اخترت بعض أخبار العالم الذي نعيش، العالم الذي أصبح فيه سباق التطور التقني لا يهدأ، فلا يمر يوم دون جهاز جديد، أو تقنية كانت من الخيال. ما الحاجة لكل هذا التسابق، لماذا هناك من يعمل على تغيير أسلوب حياتنا بهذه السرعة؟ اليوم نشتري من البقالة الإلكترونية وهذا تطور يختصر الجهد والوقت، لكنه يحرمنا من متعة المشوار العائلي، ويمنعنا من مقابلة الناس، منذ مدة طويلة لم ألتقِ بصاحب البقالة الذي اعتدت الشراء منه مرة أو مرتين في الأسبوع، لأنني أصبحت أشتري من التطبيق، لا أعرف ما هي أحواله، وهل درس ابنه التخصص الذي كان والده يحثه عليه؟ لا أعرف عن أحوالهما شيئًا.
* الصين أعلنت عن نموذج لطائرة مدنية سرعتها 4 ماخ، الطائرة ستكون جاهزة للطيران عام 2027، وستقطع المسافة بين بكين ونيويورك "11500 كيلو متر" في ساعتين!، كان على الصين ألّا تقول إنها طائرة، بل صاروخ بداخله ركاب!، عندما قرأت عن سرعة الطائرة المدنية تذكرت أفلام الخيال العلمي، وأدركت أن أفلام الخيال كانت مخططات للمستقبل. لم تكن كل أفلام الخيال مدهشة ولمصلحة الإنسان، كان فيها ما يثير الخوف، خصوصًا تلك القنابل الصغيرة التي تمحو كل ما بناه الإنسان.
* كان أحد التجار يعمل بطريقة مختلفة، كان ينظر إلى أين تتجه التجارة وكان يخالف الاتجاه، إذا افتُتحت مطاعم حديثة في شارع جديد، كان يفتح في نفس الشارع مطعمًا شعبيًا، وإذا وجدت محلات أواني منزلية حديثة في مكان ما كان يفتح في وسطها محلًا للأواني ذات التصاميم الشعبية. فهمت منه أن التجار عندما يغادرون للأمام يتركون خلفهم فراغات، فيقوم هو بسد هذه الفراغات حاصلًا على زبون لا يفضّل التغيير، أو لا تسمح إمكانياته المالية على دفع الكثير. والظاهر أن استراتيجية صاحبنا تعمل جيدًا، لأن مقهىً جديدًا افتتح في بلجيكا يحظر استخدام الإنترنت، صاحب المقهى استخدم جهازًا يعطل كل الشبكات، قائلًا إن المكان مخصص لشرب القهوة وتبادل الأحاديث. لا أدعو أحدًا لتقليد فكرته الجريئة، الكثير من أصحاب الأفكار الجريئة أغلقوا مشاريعهم لأنها كانت تسبح ضد التيار.