2025-01-18 | 22:19 مقالات

كله من أجل حبيب القلب

مشاركة الخبر      

يعيش مجتمعنا الرياضي حالة إنكار جماعيه لأخطاء قائمه دائمة صارت جزءًا من ثقافتنا وأسلوب تعاملاتنا بعضها القليل عن غير قصد، لكن لا أحد يرغب في فتح باب النقاش حول لماذا نحن كذلك ومنذ متى وما هي الأسباب؟

صحيح أن لا مجتمع أيًا كان بلا أخطاء لولا أن معظم الأخطاء التي في مجتمعنا يتم تبادلها وتتنقل بينهم تجد الحماية كل مرة من طرف ما جعلها تتوطن في الأندية والاتحادات والأعلام وفي أوساط الجمهور الأمر الذي خلق لها مشروعية بقاء واستمرارية.

لا يرتكب حكم أو لاعب أو إداري أو إعلامي خطاء ولو بدرجة «كارثي» إلا وجد طرف يدافع عنه، بل ويتهم الطرف الآخر أنه تجنى عليه يتم هذا في حالة تبادل بحيث ينتقل من انتقد إلى حالة دفاع مماثله والمدافع منتقد ما يعني أن العملية برمتها غير سوية تمد في عمر الخطاء وتحمي مرتكبه.

ضمير المجتمع الرياضي غير مرتاح، لكنه في حالة إنكار بحيث يعتقد أن الحالة طبيعية عندما يقف إلى جانب الخطاء لأنه من المستفيدين منه أو ينكره إذا صدر من طرف لا يعنيه بالتالي ترا «مثلًا» أن أسوأ برنامج رياضي هو أفضل برنامج عند طرف آخر والعكس دون أن يعتمد الطرفان على معايير تقييم مهني أو أخلاقي، وقس على ذلك كل ما تتشاحن وتتعارك عليه هذه الأطراف.

الأندية والاتحادات والإعلام تستفيد من هذه الحالة بأن تنجو من المحاسبة لأن في يدها شهادة البراءة من أحد الأطراف كما أنه بمقدورها توصيف العراك حولها بحالة احتقان متعصبين لا يمكن أن يعتد به أو لا يعكس الحقيقة، وبالتالي تفقد المحاسبة أهم عواملها وتفرض حالة الشك التي تم فعلها من ذات الأطراف تصعيد وتراشق ومعارك جانبيه تنسي الجميع قراءة المشهد بما يستحقه من مساءلة ومحاسبة وتصحيح.

القضايا الرياضية الكبرى تختفي خلف جدار «حمى المدرجات» فلا تجد الإعلام يفتح باب نقاشاتها وإن طرقه لظرف إجباري عجز أن يسمع من خلفه أو يشركه معه في حوارات ونقاشات جادة ذات معنى أو أنه طرحها في حضرة من لا علم له بها أو فهم والجميع يرون أنها تأخذ الوقت والمساحة الأهم لتفاصيل مباراة أو حدث حضروا أنفسهم له مرتدين ملابس القضاة والسجانين من أجل «حبيب القلب» النادي... هذا يحدث معنا جميعًا في كل كواليس ودهاليز الرياضة والإعلام، ولا أحد يمكنه أن يستثني نفسه، كل بقدر.