العالم الذي نعيش
ـ مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش. وكالعادة أحاول اختيار الأخبار والدراسات من الجانب السعيد من العالم، الجانب الأكبر والأوسع وإن بدت أخباره قليلة أمام العناوين العريضة للحروب، وكل ما يهدم الأحلام الوديعة للإنسان. أحب الأكل المكسيكي، الفاهيتا لذيذة جدًا، وسبق وشاهدت فيلمًا وثائقيًا عنها، علمت أن لكل منطقة طريقتها في تحضيرها، ولم أشاهد طريقة لم تعجبني، كان الجميع يحضّرها بطريقة مميزة. عندما تذوقت الفاهيتا للمرة الأولى علمت أني وقعت في ورطة، لكني نجحت في مقاومتها، وصرت لا آكلها إلا في السنة مرة أو مرتين. المكسيك بلد ثري بالتنوع، آثاره تدل على حضارة المكسيكيين وفنونهم وقوتهم، ومع الثراء الطبيعي للمكسيك إلا أن المكسيكيين هم الأكثر هجرة للولايات المتحدة الأمريكية كما هو معروف، وحسب علمي أن أصعب ما يواجهه الإنسان هو مغادرته وطنه. الأرقام التالية قد توضح سببًا رئيسًا لهجرتهم المؤلمة. حسب بيانات مكسيكية أن أكثر من 30 ألف جريمة قتل وقعت في المكسيك العام 2024، بواقع 82 قتيل في اليوم، بسبب النزاعات بين عصابات الجريمة وتجارة المخدرات. لا أعتقد أن هناك حلًا للبلدان التي تشتري فيها السلاح مثلما تشتري الخبز، انتشار السلاح خارج يد الدولة يعني انتشار البلطجة، والنفوذ سيكون عند الأشخاص السيئين لمجرد امتلاكهم الأسلحة الأكثر والأقوى. يؤسفني أن أكثر ما أنتجته وعرضته «نيتفليكس» من الأفلام والمسلسلات المكسيكية كان يدور عن العصابات والمخدرات، وهذا أعطى انطباعًا مكثفًا عن الجريمة هناك. للمكسيك جوانب رائعة لم يظهرها الإعلام، وإن سمحت الظروف سأزورها يومًا، ومنها آكل الفاهيتا على أصولها.
ـ دراسة نشرتها منظمة «أوكسفام» قالت إن ثروات الأغنى في العالم تزداد بوتيرة غير مسبوقة، وزادت مليارات المليارديرية من 13 تريليون دولار إلى 15 ترليون في عام 2024. أي أنهم ربحوا في عام واحد تريليوني دولار. عندما كنت طفلًا كان رقم التريليون غير مستخدم، وكنت أسمعه في أسئلة المسابقات فقط: ما هو الرقم الذي يأتي بعد المليار؟ دراسة أوكسفام قالت إن أرباح أكثر 10 مليارديرات في العالم تبلغ 100 مليون دولار في اليوم الواحد! مئة مليون دولار في اليوم الواحد؟ أقل من هذا الرقم وبكثير هو الصادرات والواردات لدول كثيرة في العالم، دول لها حدود ومطارات وجوازات ووزارات وجيش، وشوارع ومدارس ومستشفيات وملاعب وشركات وموظفين، كيف أصبحت أرباح شخص واحد أكبر من واردات وصادرات دول يسكنها ملايين؟ لا أفهم في الاقتصاد، لذلك لا أعرف الإجابة، لكن ما استنتجته أن هناك اقتصادًا جديدًا غامضًا، فيه العملات الرقمية التي لا سند لها، ومضاربات على أسهم قد تهوي بسبب تغريدة في «إكس»، اقتصاد يعتمد على صناعة البالونات، والمسكين هو الذي تكون البالونة في يده عندما تنفجر! بالمناسبة.. لو كنت أنا ممن يربحون 100 مليون دولار في اليوم، وقرأت مقالًا فيه نفس ما كتبت لقلت: الرازق في السما والحاسد في الأرض!