2025-01-28 | 22:56 مقالات

الرياضة الاستثمار في صحتك النفسية

مشاركة الخبر      

علينا أن نعترف بأن الحياة العصرية، أصبحت مملوءةً بالضغوط والتحديات التي تؤثِّر سلبًا في صحتنا النفسية. لكنْ، في خضم هذا الكم الهائل من التوتر، تظهر الرياضة بوصفها منقذًا حقيقيًّا لصحتنا العقلية، فالدراسات الحديثة تؤكد أن ممارستها، ليست مجرَّد نشاطٍ بدني، بل وعلاج فاعل لعديدٍ من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
ووفقًا لدراسةٍ، أجرتها منظمة الصحة العالمية «WHO»، تقلُّ لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظامٍ نسبة الإصابة بالاكتئاب بـ 30% مقارنةً مع مَن لا يمارسونها. هذه الأرقام ليست مجرَّد إحصاءاتٍ فقط، إنها أيضًا دليلٌ قوي على أن الرياضة يمكن أن تكون بديلًا طبيعيًّا للأدوية في بعض الحالات.
لكنْ، كيف تؤثر الرياضة في صحتنا النفسية؟
أثناء ممارسة الرياضة، يفرز الجسم هرموناتٍ، منها الإندورفين، تعمل على تحسين المزاج، وتقليل الشعور بالألم. كذلك الرياضة تساعد في تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، أي أنها ببساطةٍ، تعيد التوازن الكيميائي للجسم، ما يجعلنا نشعر بالراحة والاسترخاء.
ولا ننسى الجانب الاجتماعي للرياضة، فالمشاركة في الأنشطة الرياضية الجماعية، تعزِّز الشعور بالانتماء، وتقلِّل من العزلة الاجتماعية، وفي دراسةٍ، نشرتها جامعة هارفارد، أظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ضمن فريقٍ أقل عرضةً للشعور بالوحدة بنسبة 40% مقارنةً بمَن يمارسون الرياضة بشكلٍ فردي.
لكنْ، ما الرياضة الأفضل لصحتنا النفسية؟
في أي نشاطٍ تحبه، سواء كان الجري، أو السباحة، أو حتى المشي السريع، ما يهم أن تستمتع به، وتجعله جزءًا من روتينك اليومي.
والسؤال المهم هنا: هل نحن نعطي الرياضة الأهمية التي تستحقها في حياتنا؟
نحن أمام فرصةٍ ذهبيةٍ لتحسين جودة حياتنا من خلال الرياضة، لذا لنبدأ اليوم، ولو بخطواتٍ صغيرةٍ، لأن الاستثمار في صحتنا النفسية، هو الاستثمار الأكثر قيمةً.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا لك.