نجاحك بتخطيطك
الرياضة بوصفها علمًا لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى، التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
واليوم سأتحدث عن كتاب «الاستراتيجية الجيدة والاستراتيجية السيئة» للخبير الاستراتيجي ريتشارد روميلت، أحد أبرز المراجع العالمية في مجال التخطيط الاستراتيجي.
يركز الكتاب على تمييز الاستراتيجيات الفاعلة من تلك الفاشلة، مع تقديم إطارٍ عملي لصياغة استراتيجياتٍ ناجحةٍ قائمةٍ على التحليل العميق، وليس على الشعارات العامة.
- يرفض روميلت الفكرة الشائعة بأن الاستراتيجية مجرد «رؤيةٍ طموحةٍ»، أو «قائمة أهدافٍ»، بل يرى أنها خطةٌ متماسكةٌ، تعالج التحديات الأساسية عبر ثلاث مراحل:
- التشخيص: تحديد التحدي المركزي الذي تواجهه المؤسسة.
- توجيه السياسات: وضع مبادئ توجيهيةٍ لمواجهة التحدي.
- إجراءات متَّسقة: تصميم خطواتٍ ملموسةٍ لتنفيذ السياسات.
ما أخطاء الاستراتيجيات السيئة؟
يحذِّر الكاتب من الاستراتيجيات المبهمة التي تعتمد على:
- الشعارات الرنَّانة دون خطة تنفيذٍ.
- الأهداف العامة غير القابلة للقياس مثل «أن نكون الأفضل».
- التركيز على الموارد المالية بوصفها بديلًا للتحليل الاستراتيجي.
- يقدِّم الكتاب أمثلةً ناجحةً وفاشلةً من شركاتٍ مثل أبل، وجنرال موتورز، ويحلل كيف ساعدت الإستراتيجيات الواضحة في تحويل مسار مؤسساتٍ من حافة الانهيار إلى القمة.
لا يبقى إلا أن أقول:
القلب النابض لأي استراتيجيةٍ جيدةٍ، هو «التشخيص السليم» للتحدي، ثم تصميم طريقةٍ فريدةٍ للتغلُّب عليه. ودون هذا، تصبح الاستراتيجية مجرد أمنياتٍ لا قيمة لها.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.