2025-02-27 | 00:19 مقالات

العملات المشفرة.. وبتوع المدارس!

مشاركة الخبر      

في السينما هناك أفلام من قصص حقيقية عن سرقات البنوك ومحلات الذهب والألماس، حتى القطارات كانت تُسرق، من أشهر سرقات القطارات التي خلدتها السينما تلك التي تعرض لها القطار الإنجليزي الذي يحمل أكياسًا معبأة بـ47 مليون جنيه إسترليني تابعة لهيئة البريد البريطاني (1963). أما أول فيلم في التاريخ عن سرقة قطار فكان «سرقة القطار الكبرى» إنتاج 1903، كان فيلمًا قصيرًا، وأهميته في أنه أول فيلم سينمائي اعتمد على نص مكتوب مقسم على مشاهد، وهي الطريقة التي اعتمدها المخرجون فيما بعد. جميع هذه السرقات كانت تحتاج إلى تخطيط وتنفيذ على الأرض، وإلى مجرمين قلبهم ميّت. كان ذلك في الماضي، أما الآن، وبعد ظهور الإنترنت تبدلت طرق السرقات، وصار المجرمون يسرقون خلف الشاشات وهم يشربون القهوة، ودون تشكيل عصابي بعض الأحيان، يكفي أن يكون فردًا واحدًا بلا ذمة وأخلاق. والمشكلة الأكبر أن السرقات بعد الإنترنت أصبحت من على بعد، فقد يكون السارق في الهند، والمسروق في أستراليا! آخر الأخبار تقول إن منصة bybit للعملات الرقمية تعرضت للسرقة، كان الأمر عاديًا عندما قرأت السطر الأول من الخبر، فالسرقات على الإنترنت تحدث كل دقيقة، لكن الرقم المسروق كان كبيرًا، وكأن السارق يسرق رمالًا من الصحراء الخالية. تخيلوا أنه سرق مليار و500 مليون دولار، كأكبر عملية قرصنة في تاريخ العملات المشفرة! لا أعتقد أن ملّاك المنصة أصابهم الحزن على ما فقدوه، بإمكانهم إصدار عملات جديدة، لأنها بالأساس عملات رقمية لا سند حقيقيًا لها مثل الذهب أو العملات الحقيقية. في الحياة كلما أردت فهم موضوع أو تعلم شيء كنت أكثّف القراءة عنه، ومشاهدته على أرض الواقع إذا أمكن، وسبق وقمت بزيارة مصانع من أجل مشاهدة بعض المنتجات، لا أذكر أني أردت فهم أمر ما وصعب عليَّ فهمه، أو الحصول على معلومات عنه على الأقل، إلاّ العملات المشفرة ما زالت بالنسبة لي غير مفهومة، وغير منطقية، كيف يقرر أحدهم إطلاق منصة لبيع العملات المشفرة، من سمح له ليكون مصدرًا لبيع المال؟ كيف أصبح في العالم أثرياء من العملات المشفرة لأنهم صنعوا عملة رقمية، أو اشتروها. الحمد لله أنني لم أدرس الاقتصاد، وإلا ذهبت سنوات من عمري دون جدوى، لأن وجود هذه العملات الرقمية المنتشرة يخالف الاقتصاد الذي درسه المتعلمون.. بتوع المدارس!