2025-03-01 | 01:34 مقالات

كلام ويك إند

مشاركة الخبر      

في طفولتي كنت أدعو الله أن يكتب لي النجاح في المدرسة، خصوصًا في فترة الاختبارات، وكنت أدعو الله أن يشفي والديّ في حال مرض أحدهما. عندما كبرت صرت أدعو الله أن يرزقني المال، وفي أحيان أدعوه أن يرزقني الكثير من المال، متعهدًا أن أعطي منه للفقراء وللأعمال الخيرية!، بعد عدة مرات مرضت فيها علمت معنى المرض، وكيف تبدو الأشياء صغيرة وتافهة أمام آلامه، حينها تفهم معنى المثل القائل: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلّا المرضى. صرت أدعو الله مع المال والأمن والستر أن يديم علي الصحة. لا أذكر يومًا أني دعوت الله أن يعطيني رجاحة العقل والحكمة، ولم أنتبه يومًا لذلك، لأني، والكثيرون مثلي، يعتقدون أنهم أذكياء وحكماء بالأساس، وعقلهم يزن بلدًا على قول القائل. فرطت في هذا الدعاء إلى غاية اليوم، وبعد أن أثبتت لي تجاربي مع نفسي أني بحاجة ماسة لجودة التفكير، وإلى الحكمة. أعتقد أن خطأً تعليميًا ارتكبته مناهج التعليم في السابق عندما حاولت تعلمينا في طفولتنا على ما لم نكن نفهمه ونهتم فيه، فالأطفال يحبون اللعب، كانت المناهج تعلمنا الأمثلة التي تقول: العاقل من عقل لسانه، ودليل المرء فعله، ورأس الحكمة مخافة الله. كان من المفترض أن نتعلم معنى هذه الأمثال ونحن بالغون، قادرون على فهم واستيعاب ما نقرأ. سمحت لي الظروف إجراء مراجعة لسنوات من عمري، كنت بعيدًا حينها عن الناس، وكان عندي الوقت الكافي للتأمل. بعد عدة شهور توصلت أن كل أخطائي كانت بأسباب مباشرة مني، ولا علاقة لأحد بها، كانت مزيجًا من الجهل والتسرع والغرور، كان عندي حينها كل شيء إلاّ الحكمة. اللهم ارزقني الحكمة، وليعذرني القارئ أني لن أدعو له، لأني إن دعوت فسيغضب البعض، كونهم يعتقدون أنهم حكماء بالأساس، وعقولهم تنير مدينة إذا انطفأت الكهرباء.