تغريدات «إكس»
تغريدات "إكس"، تشبه أحوال الناس في الحياة، وتشبه طباعهم كذلك، بل حتى أولئك الذين يعيشون كممثلين على أرض الواقع، يستطيعون مواصلة الأداء على "إكس" بكلماتهم. أعتقد أن ما يجعل تطبيقات التواصل مرغوبةً، هو أن إيجابياتها أكثر من سلبياتها، وجمالها أكثر من قبحها. آلاف الحسابات على السوشال ميديا رائعةٌ، وأصحابها رائعون. هم مدارس بالمعرفة والأخلاق والتواضع.
أبدأ بأول تغريدةٍ، اخترتها لهذا الأسبوع، وغرَّدت بها لبنى الخميس، وحصلت على إعجاب الآلاف. ومع أنها كُتبت لشهر رمضان، لكنَّها تصلحُ لكل يومٍ من أيامنا: "ثُم تُدرك أن طاولةَ إفطارٍ بسيطةً مع أسرةٍ مكتملةٍ، لم يفرقها فقد، أو يبعثرها حقد، أو يعكرها مرض، أو تشتتها غربة، نعمة عظيمة لا تقدَّر بثمنٍ! اللهم ارحم الراحلين.. ورد الغائبين.. واشفِ المُتعبين".
هاني الظاهري، غرَّد باقتباسٍ لأوسكار وايلد عن الأخلاق. وايلد عرَّف الأخلاق بشكلٍ بسيطٍ: "الأخلاق هي ببساطة السلوك الذي نعتمده تجاه من نكرههم". وكتب هاني عن الاقتباس: "لمعرفة أخلاق الإنسان، راقب تصرفاته تجاه مَن لا يحبهم وليس مَن يحبهم.. حتى أسوأ الناس أخلاقًا في هذا الكوكب يتعاملون بخلقٍ رفيعٍ مع أحبابهم".
اقتباسٌ آخرَ للجاحظ، لكنْ عن النُّبل، غرَّد به خليل جلوبل. الجاحظ عدَّد صفات النبيل الخمس: "ولا يكون المرء نبيلًا حتى يكون نبيل الرأي، نبيل اللفظ، نبيل العقل، نبيل الخلق، نبيل المنظر". ليست الصعوبة في توفر هذه الصفات، لكنْ الصعوبة في توفرها كلها في شخصٍ واحدٍ. هناك نبلاءُ كثرٌ في الحياة، وهم الذين يقفون في كفَّة الحياة الجميلة، وآثارهم على الأغلب موجودةٌ على قلوب البسطاء.
في "إكس" قد يغرِّد شخصٌ تغريدةً طريفةً، ثم يردُّ عليه أحدهم ردًّا طريفًا آخرَ، ثم يتابع مغرِّدٌ ثالثٌ الطرافة، ويستمر المغرِّدون بالطرافة حتى تصبح التغريدة مشتركةً. هذه التغريدة المشتركة بلهجتها المصرية، واضحٌ أنها من تأثيرات المائدة الرمضانية، بدأتها ضحى بتساؤلٍ: "والعصافير عارفة إننا بناكل لسانها؟".
أحمد: "والجمل عارف إننا بناكل عينه؟".
ريمي: "وزينب عارفة إننا بناكل صوابعها؟".
وسام: "همه الهنود عارفين إن إحنا بنشرب التمر بتاعهم؟".
عبد الرحمن: "وعلي عارف إن إحنا بناكل أمه؟".