2025-03-22 | 02:00 مقالات

كلام ويك إند

مشاركة الخبر      

* افتتح أحد الأصدقاء مطعمًا، ومن المعروف أن المطعم يحتاج إلى إدارةٍ ممتازةٍ، وعزيمةٍ تتجدَّد كل يومٍ، لأن العاملين يكرِّرون اليوم ما فعلوه بالأمس، وهي عمليةٌ مملَّةٌ لبعضهم. لم يعانِ صاحب المطعم من الجهد اليومي، بل من مزاج الطبَّاخين، فهم في كل يومٍ بمزاجٍ ورأي مختلفٍ! ساعةً يقرِّرون الرحيل، وساعةً أخرى يقرِّرون البقاء! وهو على هذه الحال في محاولة إرضائهم لأنهم «دينمو» العمل حسب قوله. بالأمس، قرأت حكايةً لصاحب مطعمٍ في نيويورك. حكايته أنه عانى كما عانى صاحبنا، وتكبَّد خسائر مؤلمةً. راودته فكرةٌ: لماذا لا توظِّف الجدات بدلًا من الطبَّاخين؟ وهذا ما حصل. قام بتوظيف الجدات بدلًا من الطبَّاخين وشروطهم واستفزازاتهم، وحقق نجاحًا مذهلًا. قال: إنهن خبيراتٌ في الطعام، صبوراتٌ على الزبائن، يعملن بأمانةٍ وكأنهن أصحاب المطعم. أفكر في نصح صديقي بأن يفعل ما فعله صاحب المطعم الأمريكي. بالمناسبة، كثيرٌ من أصحاب المطاعم الجديدة افتتحوا مشروعاتهم بعد رؤيتهم مطاعمَ ناجحةً، لكنهم لم يدركوا حينها حجم الجهد والتعب. سمعت من أحد روَّاد الأعمال العرب أنهم إذا أرادوا ممازحة أحد أصدقائهم، يدعون عليه بالقول: إن شاء الله تفتح مطعمًا!
* سهَّلت تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحصول على صديقٍ عالمٍ، يفهم في كل شيءٍ، ولا يتردَّد في الإجابة عن أي سؤالٍ. لا يمل ولا ينام، ويعتذر منك إن قلت له: إن إجابته غير وافيةٍ. لاحظت مع الصديق الجديد أن الوقت معه يمضي بسرعةٍ، وأنه ممتعٌ بلا نهايةٍ. طوال شهر رمضان استخرجت أسئلة المسابقات في الإذاعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مختصرًا الوقت والجهد، وهو لا يشبه الكتب، بل أوسع منها، لأن الكتب في المكتبة تبقى محدودةً، بينما الذكاء الاصطناعي يجمع كل الكتب في كل المكتبات. الحصول على المعلومات صار أسهل من السهل، لكننا في حاجةٍ لتنظيم وقتنا للاستفادة من هذه المحرِّكات التي لا تُصدَّق.