آل الشيخ.. مقاتل في وسط الحلبات الأشرس
في عالم الملاكمة، حيث اللكمات يسمع دويها والأبطال يصنعون التاريخ، حضر اسم تركي آل الشيخ أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في هذه الرياضة خلال العقد الأخير.
شقَّ آل الشيخ طريقه ليصبح رمزًا للطموح والابتكار، ليس فقط في السعودية، بل على الساحة الدولية، كاتبًا قصة علاقة عميقة بالملاكمة، دفعته إلى تنظيم بطولات تاريخية ودعم نجوم الحلبة، حتى لحظة اعتماد تعيينه رئيسًا للاتحاد السعودي للعبة، الخميس.
تركي آل الشيخ، المولود في 4 أغسطس 1981، خريج كلية الملك فهد الأمنية 2001 وجد شغفه في عالم الرياضة والترفيه.
تولى مناصب رياضية بارزة، مثل رئاسة الهيئة العامة للرياضة ورئاسة اللجنة الأولمبية السعودية، لكنه غادرها وبقيت الملاكمة ملازمة له.
كانت الملاكمة، بطبيعتها الدرامية وجاذبيتها العالمية، خيارًا ينسجم مع قوة الإرادة والإدارة التي يتمتع فيهما «أبو ناصر» في الحين نفسه.. لم يكن هدفه مجرد استضافة مباريات، بل خلق لحظات تاريخية تجمع أعظم الملاكمين في العالم تحت مظلة «موسم الرياض».
في 2023 أعلن آل الشيخ عن مباراة بين تايسون فيوري، بطل الملاكمة، وفرانسيس أنجانو، بطل الفنون القتالية المختلطة، في افتتاح موسم الرياض الرابع، هذا التحدي، الذي وصف بـ«نزال أشرس على وجه الأرض»، حسمه فيوري، لكن آل الشيخ فاز بانتباه عشاق الملاكمة عالميًّا وتوالت النزالات الكبرى بعد ذلك.
في ديسمبر 2023، احتضنت المملكة أرينا نزالات «اليوم الحاسم»، جمع نخبة من أبطال الملاكمة العالميين، بما في ذلك أنتوني جوشوا وديونتاي ويلدر.
ووصف فرانك وارن، رئيس شركة كوينزبيري المختصة، هذا الحدث بأنه «ليلة ملاكمة رائعة»، مثمنًا دور آل الشيخ في تحقيق ما كان يُعتقد مستحيلًا في عالم الملاكمة.
على المستوى العالمي، عمل مع أساطير مثل تايسون فيوري، أنتوني جوشوا، وأولكسندر أوسيك، مقدمًا منصة لهم لعرض مواهبهم أمام الجماهير العالمية.
استراتيجياته الترويجية المبتكرة، مثل استضافة نزالات في مدن عالمية مثل لوس أنجليس ولندن تحت شعار موسم الرياض، أسهمت في تعزيز شعبية الملاكمة وجذب جماهير جديدة.
جهود آل الشيخ لم تمر دون تقدير، ففي ديسمبر 2024 منح المجلس العالمي للملاكمة «WBC» آل الشيخ جائزة «رجل العام» في حفل جرى في هامبورج الألمانية، تقديرًا لإسهاماته في تطوير ونشر الملاكمة عالميًّا.
في 2025، تُوِّجت مسيرة تركي آل الشيخ في عالم الملاكمة بتعيينه رئيسًا للاتحاد السعودي للملاكمة، هذا المنصب لم يكن مجرد تكريم لإنجازاته، بل كان تأكيدًا على دوره كرجل ملهم وفذ في مجاله.
من خلال شغفه، رؤيته، وتفانيه، أعاد تركي آل الشيخ تعريف مكانة الملاكمة في العالم، لم يكتفِ بجلب أعظم النزالات إلى السعودية، بل خلق إرثًا يمتد من دعم المواهب المحلية إلى تنظيم أحداث عالمية غير مسبوقة.
تعيينه رئيسًا للاتحاد السعودي للملاكمة هو بداية فصل جديد، لكنه في الحقيقة تتويج لأعوام من العمل الدؤوب.