2025-06-20 | 01:35 مقالات

العالم الذي نعيش

مشاركة الخبر      

لا داعي للقول إن العالم الذي نعيش لا يمر في أحسن أحواله، مشاهدة نشرة أخبار واحدة كافية لتخبرك أن الإنسان وظّف كل علومه لصناعة الصواريخ بعيدة المدى، والطائرات التي تزود الطائرات جوًا بالوقود، وبالقنابل التي تهد في لحظة واحدة عمارة بُنيت في عامين. لست ممن يتابعون الأخبار عادةً، لا أذكر أنني شاهدت نشرات الأخبار منذ سنوات طويلة، الاستثناء كان عند ظهور كورونا، وبداية الحرب الروسية الأوكرانية. عدا ذلك لا أتابع الأخبار، مدركًا أن ما يهم معرفته سيصلني عبر وسائل السوشال ميديا، لكن حرب إسرائيل وإيران سيطرت على نشرات الأخبار في العالم، الأمر الذي أثار القلق، يكفي أن أكثر كلمة تتكرر في الأخبار هي الأسلحة النووية! ما الذي أوصل الإنسان لصناعة قنابل تقتل الأرض مع الإنسان، هل شاهدتم الوثائقيات عن تشيرنوبل الأوكرانية، يقولون إنها لم تعد صالحة للعيش حتى بعد مئة عام، مع أنها لم تتعرض لقصف نووي، بل لتسرب إشعاع نووي. ربما بالغت في القلق، أعتقد أن ذلك من تأثير نشرات الأخبار، من المؤكد أن تفكيري متأثر فيما شاهدته من أخبار. بالمناسبة.. يحاول مذيعو بعض القنوات الإخبارية شد انتباه المشاهدين عندما يرفعون أصواتهم عند قراءتهم للأخبار، وهذه مدرسة تلفزيونية قديمة، يحاول فيها المذيعون إعطاء أهمية للخبر الذي يقرأونه، حتى وإن كان خبرًا عن زواج باندا في حديقة حيوانات صينية ! من طرائف الأحداث الأخيرة أن مطعمًا في لبنان لديه بلكونة مرتفعة يجلس فيها الزبائن، مما مكنهم من مشاهدة الصواريخ العابرة، صاحب المطعم أضاف على كل فاتورة مبلغًا لأنه قدم لهم خدمة مشاهدة الصواريخ، كان يكتب في الفاتورة قائمة الأطعمة التي تم طلبها ويقابلها السعر: فتوش، حمص، كبة نيّة، صحن مشاوي، مشاهدة الصواريخ !. لا شك أن صاحب المطعم قنّاص فرص، استغل حدثًا لا علاقة له بما يقدمه في مطعمه، وحوله إلى مصدر دخل جديد. ترى هل كان يدعو الله أن تمر الصواريخ لكي يشاهدها زبائنه فيرفع قيمة الفاتورة ؟ أتخيله يقول: يارب.. شوية صواريخ منشان الفاتورة، بدنا مصاري !. آمل أن يركز البشر على ما يجعل حياة الإنسان أفضل، أن يبني أفضل المدارس بدلًا من مصانع الأسلحة النووية تحت الأرض، وأن يصنع الطائرات السريعة لإيصال الدواء للمرضى لا لإيصال القنابل، وأن يزرع الأرض بالغذاء لا بالألغام.