2025-06-21 | 23:14 مقالات

«ثمانية» والسقف!

مشاركة الخبر      

في يوم السبت 14 يونيو 2025 أعلنت رابطة الدوري السعودي للمحترفين، ورابطة دوري الدرجة الأولى، والاتحاد السعودي لكرة القدم، عن ترسية حقوق النقل الحصري لبطولات كرة القدم السعودية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لصالح شركة «ثمانية للنشر والتوزيع» بمبلغ يقارب 300 مليون ريال للموسم الواحد، ولمدة 6 مواسم.

وبمجرد أن تم الإعلان، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، ومحبو كرة القدم، مع هذا الخبر المفاجئ في توقيته، وأيضًا فيمن حصل عليه! فجميعنا نعلم أن «ثمانية» كانت وما زالت أكثر اهتمامًا ببرامج البودكاست واللقاءات الحوارية المتخصصة، مثل بودكاست فنجان، وسقراط، وسوالف بزنس، وغيرها. ولكن لم يخطر ببالنا، ولو للحظة، أن تتم هذه اللحظة الفارقة في عمر شركة «ثمانية» ولا أيضًا لنا كمشاهدين ومتابعين.

ولو استرجعنا تاريخ النقل التلفزيوني للدوري السعودي، سنبدأ مع القناة السعودية الأولى والثانية، وكنا كمشاهدين نتنقل ما بينهما، خصوصًا أن صادف وقت المباراة مع نشرة أخبار التاسعة مساءً، فيظهر لنا المذيع بالعبارة الشهيرة حينها «يمكنكم متابعة ما تبقى من المباراة على القناة الثانية».

وفي عام 2002 حصلت شبكة قنوات أوربت على حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي، وقد أحدثت في حينها نقلة نوعية ممتازة من ناحية جودة الصورة، والنقل، وشبكة المراسلين، والاستديو التحليلي للمباريات، مستفيدة من تجربتها مع ESPN، وباعتقادي الشخصي أنها كانت التجربة الأفضل حتى الآن.

ثم في عام 2006 فازت شبكة راديو وتلفزيون العرب ART على حقوق النقل الحصري للدوري السعودي، بعد منافسة مع أوربت. وقد تميزت تلك المرحلة بإطلاق البرامج الرياضية الليلية وأيضًا قنوات الأندية.

عادت القناة السعودية للعمل مرة أخرى في عام 2011، واستحدثت قنوات رياضية متخصصة لنقل الأحداث الرياضية السعودية، وخصوصًا الدوري السعودي للمحترفين. وقد تم إطلاق قنوات عالية الجودة للمرة الأولى HD.

ومع موسم 2014، فازت مجموعة قنوات MBC بعقد نقل الدوري السعودي للمحترفين ولمدة 10 مواسم. وكانت نقلة نوعية كبيرة من ناحية المبلغ، حيث كانت القيمة الإجمالية للعقد 4.1 مليار ريال. وكانت أبرز النقاط العالقة بالذهن من تلك الفترة هي البرامج المتخصصة في تاريخ الكرة السعودية، مثل برنامج «الكبار»، وبرنامج «ما نسينا».

وفي عام 2018، تم الإعلان عن حصول STC على حقوق نقل الدوري السعودي للمحترفين بمبلغ 610 ملايين ريال للموسم الواحد. وكانت الشركة قد أطلقت تطبيق «دوري بلس»، الذي كان يُعد نقلة نوعية ونظرة استباقية لشركة STC لمستقبل النقل التلفزيوني.

ثم عادت القنوات السعودية الرياضية في أغسطس 2019 للنقل مرة أخرى، ولمدة موسمين.

وفي 21 يوليو 2021، تم تأسيس شركة الرياضة السعودية SSC كشبكة رياضية سعودية تابعة لوزارة الرياضة، تتكون من عدة قنوات رياضية لنقل الأحداث الرياضية، ومن ضمنها حقوق نقل الدوري السعودي للمحترفين. وكانت هذه الفترة هي بداية حقبة جديدة لحقوق النقل بالإنترنت بعد الاتفاقية مع تطبيق «شاهد».

وبعد كل هذا السرد التاريخي للنقل التلفزيوني للدوري السعودي. وبعد ما تم مشاهدته من الأحداث الرياضية في القنوات العالمية، مثل DAZN وأيضًا تجربة bein الثرية في الإخراج والنقل والاحترافية. فإن على القائمين بهذا المشروع الاستفادة من كل هذه التجارب قدر الإمكان. وأن تكون بداية «ثمانية» مع النقل من حيث انتهى الآخرون.

إن حصول «ثمانية» بقيادة الشاب عبد الرحمن أبو مالح، وفريق عمله، على حقوق نقل الدوري السعودي، لهو تجسيد فعلي وواقعي لرؤية السعودية 2030 بتمكين الشباب السعودي من الحصول على أفضل فرص العمل والأعمال في بلده. فمن شاب طموح كان متخصص في لقاءات البودكاست إلى مالك لحقوق أكبر دوري لكرة القدم في المنطقة، ومن أكبرها في العالم.

ختامًا، وبعد الإعلان التشويقي من «ثمانية» لما سيتم العمل عليه من تقنيات وجودة في النقل والصوت والبرامج، فإن «السقف» لتوقعاتنا كمتابعين قد أصبح مرتفعًا جدًا. وكلنا أمل فيمن يقود هذه المرحلة بالتغيير الإيجابي، والمضي قدمًا في النقل والطرح وعدم الوقوع في فخ التكرار مع الأسماء والمحللين والمذيعين. فالتجارب السابقة علمتنا بأن رغم تغيير القنوات الناقلة لم نر أي فرق يذكر، سواء في البرامج أو الاستديوهات أو حتى في الأسماء.

كل التوفيق لفريق «ثمانية» في وضع علامة فارقة للنقل التلفزيوني للدوري السعودي. فالدوري ومتابعوه حول العالم، وخصوصًا الشباب والجيل الجديد من المتابعين، يطمحون لشيء استثنائي إبداعي بشكل مختلف كليًا عمّا قد سبق.