«مثّل بلادك ولك الشرف»
بقلوب مفعمة بالفخر، وأبصار ترنو إلى المجد، نجح صقورنا الخُضر في التأهل إلى الدور القادم من بطولة الكأس الذهبية «الكونكاكاف»، راسمين لوحة من الإصرار والعزيمة رغم كل التحديات، مؤكدين أن الروح القتالية والانتماء الحقيقي للشعار الأخضر هما السلاح الأقوى في ميادين التحدي.
رغم افتقاد منتخبنا الوطني لبعض العناصر الأساسية بسبب الإصابات أو الظروف المختلفة، إلا أن البدلاء كانوا على قدر المسؤولية، بل تجاوزوا التوقعات، وأثبتوا للعالم أجمع أن الأخضر لا يقف على لاعب بعينه، بل هو منظومة متكاملة تتحرك بقلب واحد وروح واحدة.
قدم اللاعبون مستويات مميزة، أظهروا فيها صلابة الدفاع، وتناغم الوسط، وفاعلية الهجوم. كانت كل دقيقة على أرضية الملعب بمثابة معركة مصغرة خاضها رجالنا بكل شجاعة وثبات، حتى جاءت صافرة النهاية لتعلن عن تأهل مستحق طالما انتظره الشارع الرياضي طويلًا.
إن ما قدمه صقورنا في هذه البطولة حتى الآن، لا يُعد فقط نتيجة رياضية، بل رسالة واضحة أن المنتخب السعودي يمتلك عمقًا فنيًا وذخيرة بشرية قادرة على صناعة الفارق متى ما استدعيت، ومهما كانت المتغيرات والظروف.
كل التحية للجهازين الفني والإداري اللذين تعاملا بحكمة مع كل مباراة، وكل التحية للجماهير السعودية التي لم تبخل بدعمها ومساندتها، فكانت اللاعب رقم 12 في كل لقاء.صقورنا الخضر طاروا إلى الدور القادم.. وبإذن الله، سيحلقون نحو المنافسة وكتابة التاريخ. فالبطولة لا تزال في ميدان التحدي، والعين على الذهب، والطموح لا حدود له. ما نريده من لاعبي منتخبنا هو أن يُقاتلوا بكل روح على أرضية الملعب، وأن يُظهروا للعالم أن تمثيل الوطن ليس مجرد مهمة، بل شرف ومسؤولية.
ليس المطلوب فقط الفوز، بل تقديم أداء يُشرف الشعار اللي على صدورهم.الكرة السعودية قطعت مشوارًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى الاحتراف، أو التنظيم، أو حتى الوعي التكتيكي، والآن جاء وقت الإثبات بأن الكرة السعودية ولاعبيها قادرون على المنافسة وصناعة أسمائهم في سماء الكرة العالمية.
اليوم نريد أن نكون أبطالًا بمستوانا، بروحنا، وبعزيمتنا، وليس مجرد رقم في جدول البطولة.
لقطة ختام
دامت رايتنا خضراء.. ودامت أفراح الوطن