حلم ولا علم.. كل هذا فعله إنزاجي؟
غالبية الهلالين ما زالوا غير مصدقين ما حدث فجرية الثلاثاء، أزرقهم يهزم المان السيتي، أمر لم يكن يدور في مخيلة أشد الهلاليين تفاؤلًا، كانوا سيعتبرون أن الخسارة حتى بهدفين أمر سيجعلهم يفتخرون بفريقهم الذي لعب مباراة العمر دون سالم الدوسري ومتروفيتش وحسان تمبكتي، كانوا يعرفون جيدًا أن الفريق الذي دخل ليلعب أمام الأفضل في أوروبا وبطل العالم، والفريق الأغلى في العالم، الذي يملك لاعبين، تفوق قيمتهم السوقية 1.35 مليار يورو، سيواجه الهلال المثقل بالإصابات والمرهق بدنيًا، الذي لا تتجاوز قيمة لاعبيه السوقية 155 مليون يورو، لاعب واحد في سيتي كان يفوق هذا المبلغ، النرويجي هالاند بـ180 مليونًا.
حسنًا، في أرض الملعب كان كل شيء مختلفًا، كان للإيطالي إنزاجي دور فعال في ترميم الدفاع الذي ثقبة سلفه البرتغالي جيسوس، اللاعبون شعروا بالمسؤولية التي غابوا عنها الموسم الماضي، تقريبًا ما حدث في الملعب كان مثيرًا للدهشة حتى الغرابة، كيف لفريق خسر الموسم الماضي في مباريات كثيرة، ولا يقدم في أغلبية الدوري ما يشفع له، يظهر بهذا المستوى المذهل في كأس العالم، وهو الذي سافر دون أي تعاقدات جديدة، تقريبًا كان النادي الوحيد الذي بلغ الدور ثمن النهائي دون أن يدعم لاعبيه بلاعب واحد جديد، ريال مدريد، مانشستر سيتي، وحتى بايرن ميونيخ، كلهم جددوا صوفهم في الموسم الماضي، ومع ذلك ظهر الزعيم بشكل فاق التوقعات، يؤمن الهلاليون بمقولة «من لا يثق في الهلال لا يستحق تشجعيه»، ولكن من توقع هذا؟
حتى الأصوات التي ما فتئت تشكك في كل فوز هلالي، أصابها الخرس هذه المرة، الفوز على السيتي يجعل التشكيك في قدرات الهلال أمرًا صعبًا، لم يعد أمام «العقلاء» منهم إلا أن يعترفوا بأن الهلال هو الفريق الذي يشرف الكرة السعودية في كل محفل، وكل بطولة، هو الآن بين أفضل ثمانية أندية في العالم، الحقيقة لا تستطيع الأصوات الصاخبة، أن تشكك فيها ولا يستطيع أحد من المدفوع لهم أن يقول عكس ذلك، سيكون غير مقبول.
ما الذي تغير في الهلال ليخرج بهذا الشكل، هل هذا كله فقط من وجود إنزاجي على كرسيه الفني؟ الواقع نعم المدرب، لم يكن مدربًا عاديًا، ولكن أيضًا الفريق لم يكن فريقًا سيئًا في الموسم الماضي، كان يمكن أن يفوز في مباريات كثيرة، وأن يكون هو بطل الدوري أو كأس آسيا على الأقل، ولكن إصرار جيسوس على منهجية معينة، واستمراره عليها باستمرار، وإشراك لاعبين غير مؤهلين على حساب لاعبين أفضل منهم، تسبب في أن الهلال يخسر، على سبيل المثال حسان تمبكتي ومحمد كنو، خاصة في نصفين في نهائي كأس آسيا، الذي غُيرت فيه التشكيلة قبل المباراة بساعات.
وبالتالي نعم إنزاجي هو الذي غير كل شيء في الهلال، اللاعبون هم اللاعبون، ولكن المنهجية والروح تغيرتا لقطة واحدة لإنزاجي مع حامد اليامي وهو يدفع له، يركض ويرمي له الكرة، ليلعب رمية التماس في مباراة السيتي، تعكس الوضع في الهلال، والروح التي عادت وكانت بنكهة إيطالية، وهي نكهة القتال والرغبة في الفوز، هذا ما كان ينقص في الموسم الماضي، وتأمل الجماهيري أن يستمر معهم للموسم المقبل.