العالم الذي نعيش
* بعض الشخصيات تعرّف لنا العالم الذي نعيش من جديد، وأن الحياة تستحق أن نعيشها بتعريفنا ورؤيتنا الخاصة، وأن نحياها بوعي وبمعنى حقيقي. اليوم قرأت عن رحيل العداء الهندي فوجا سينج بعد أن صدمته سيارة في قريته، سينج رحل عن 114 عامًا وهو بكامل صحته، وبقوته التي جنبته طلب المساعدة وهو في هذا العمر. اشتهر سينج بأنه أكبر عداء في التاريخ بعد أن أنهى سباق الماراثون وهو بعمر الـ 100 عام!، القارئ لسيرته يكتشف أن سينج عانى من صعوبة المشي في طفولته، ولم يستطع المشي إلا عند بلوغه الخامسة، قبل ذلك اعتقد أهله وسكان قريته أنه مصاب بإعاقة دائمة. المدهش أنه قرر ممارسة الركض وهو في الـ 89 من عمره، وجاءت شهرته بعدما أكمل ماراثون لندن الشهير بزمن 6 ساعات و54 دقيقة. تصوروا رجل في الـ 89 يبدأ بممارسة الركض، ثم ينهي أحد الماراثونات بعمر الـ 100 عام. ترى ما الذي كنت سأقوله لسينج لو أني التقيته بوزني الزائد؟، هل سأقول له بأني لم أمارس الركض من 3 سنوات، والآن أشعر بتقدمي في العمر وأني كبرت على الركض والنطنطة! الإجابة المناسبة عن عدم ممارستي للركض هي أني انتظر بلوغي الـ 89 عامًا!.
* لا أعتقد أن هناك عالمًا آخر - إن كانت هناك عوالم أخرى - يعيش فيه التناقض أفضل حالًا مثلما في عالمنا، تجد في مكان ما من يعيش في شهر كامل بعشرة دولارات، ويعاني ما يعانيه، وهناك من يشتري حقيبة مستعملة بعشرة ملايين دولار. الأخبار تناقلت شراء أحد هواة التحف اليابانيين لحقيبة «هيرميس» بعد منافسته لثمانية متنافسين على الحقيبة! يقال إن الحقيبة أصبحت ثاني أغلى قطعة أزياء في التاريخ. أرجو ألّا يقول لي هواة التحف أن الحقيبة تستحق هذا المبلغ، لأني على قناعة تامة أن صناعتها في العام 1985 لم تكلف أكثر من 300 دولار، وما رفع سعرها إلى هذا الحد الجنوني، هو كثرة المال في يد مجموعة من الأثرياء الذين يمارسون هواية جمع التحف. بالمناسبة.. أغلى قطعة أزياء في التاريخ تعود لحذاء أحمر ارتدته الممثلة جودي جارلاند بطلة فيلم «ساحر أوز» إنتاج 1939، تم بيعه بـ 32.5 مليون دولار! صدقوني هؤلاء «شلة» أثرياء يلعبون بالفلوس لا أكثر، ما هذا الحذاء الذي يستحق هذا السعر؟.. ما الذي يميزه؟.. إلاّ إذا كان يجعل من ترتديه تمشي على طريق الحق!.