2025-07-18 | 23:22 مقالات

من الصفر إلى ليلة أورلاندو

مشاركة الخبر      

لا تزال ليلة أورلاندو التاريخية في الأذهان، الليلة التي حققنا فيها انتصارًا، سيكون من أشهر الانتصارات في تاريخ كرة القدم السعودية عندما تفوَّق الهلال على مانشستر سيتي الإنجليزي في ليلةٍ مملوءٍة بالإثارة والتشويق، ونتيجة اللقاء تتحدث عن كل شيءٍ.
هذا الفوز جاء قبل 40 يومًا تقريبًا من الذكرى الثانية لإتمام صندوق الاستثمارات العامة السعودي شراءَه حصة 75% من نادي الهلال، إضافةً إلى الأندية الثلاثة الأخرى، لكنَّ الإرث الذي تُرك في الهلال، شكَّل العلامة الفارقة في هاتين السنتين. ونشاهد هذا الإرث نفسه وقد صنع الفارق أيضًا في الاتحاد في السنة الثانية، وسنصل في سنةٍ من السنوات، وربما قريبًا، إلى تساوي الأندية الأربعة في الشؤون الداخلية والترتيب الداخلي.
لنبدأ من البنية التحتية التي شهدت خلال السنتين الماضيتين تحوُّلًا واضحًا في الهلال، فالنادي قبل انتقال ملكيته، كان بلا مقرٍّ للشركة التي تم تأسيسها بعد الاستحواذ بسبب حجم منشآت النادي التي توجد في حي العريجاء، ليذهب جميع موظفي الشركة إلى المقر الإداري الجديد المشيَّد وفق أحدث المعايير العالمية في شمال مدينة الرياض، ما أسهم في رفع جودة العمل المؤسسي، والعمل بشكلٍ مستقلٍّ للارتقاء بالعلامة التجارية، واستقطاب الكفاءات الإدارية السعودية والأجنبية في الشركة. ولم يقف الأمر على هذا فقط، فقبل دخول صندوق الاستثمارات في النادي، لم يكن للهلال ملعبٌ خاصٌّ، يستطيع عبره زيادة إيراداته، والتوسُّع في شراكاته التجارية، وهذا الأمر تمَّ حله من خلال ملعب «المملكة أرينا» الذي تحوَّل إلى ملعبٍ خاصٍّ بالأزرق.
الأمر أيضًا لم يقف على ذلك، فكان مقر التدريبات في حي العريجاء أحد أكبر التحدِّيات التي واجهت الملَّاك الجدد، لتجد شركة نادي الهلال نفسها أمام موقفٍ ملزمٍ للتحرك في هذا الملف، ونجحت في حسم الاتفاقيات، وتوفير الميزانيات اللازمة لإنشاء مقر تدريباتٍ جديدٍ وفق أعلى المعايير العالمية، ليتم حل هذا التحدي المهم في تطوير البنية التحتية للنادي.
وتميَّزت شركة النادي أيضًا بمعايير الحوكمة التي كان الهلال دائمًا في أعلى فئاتها محققًا كامل الإيرادات المستحقة من استراتيجية دعم الأندية في مجال الحكومة، وهذا الترتيب الإداري الذي حدث، أسهم بشكلٍ مباشرٍ في تحسين عملية اتخاذ القرارات التجارية والإدارية، وأيضًا الفنية على أرض الملعب، وعلينا أن نتذكَّر جيدًا أن نادي الهلال، أعلن أعلى إيراداتٍ في تاريخ كرة القدم السعودية موسم 2023ـ2024 بقيمة 1.09 مليار ريال سعودي محققًا ربحًا بقيمة 33 مليون ريالٍ.
ورفع الإيرادات التجارية، يعدُّ عاملًا مهمًّا جدًّا في أنديتنا السعودية حيث تمثِّل العوائد التجارية في عالم كرة القدم العالمية المرتبة الثانية في الإيرادات بعد حقوق البث التي تحتل المرتبة الأولى، وتصنع الإيرادات التجارية في الدوريات الخمسة الكبرى، خاصَّةً الدوري الإنجليزي، الفارق بين الأندية حيث تساوي تقريبًا الدخل الأول، وهو حقوق النقل التلفزيوني.
وقد أسَّس المالك، صندوق الاستثمارات العامة، في أنديتنا لجانًا تنفيذيةً، ولجانًا للمراجعة والترشيحات والمكافآت، ولجانًا رياضيةً، وغيرها من الأمور التنظيمية الداخلية التي لم تكن موجودةً فيها، منها نادي الهلال الذي كان يُضرب به المثل في الترتيب الإداري، لكنْ لسنواتٍ، لم تكن أنديتنا داخليًّا مرتبةً وفقًا لأفضل الممارسات العالمية.
الهلال، هو المثال الواضح لنا الآن، وبكل تأكيدٍ الأندية الثلاثة الأخرى يتم العمل عليها لتجهيزها من أجل تحقيق هدفنا الكبير بأن نصبح قوةً كبرى في عالم كرة القدم، ويصل دورينا إلى مستوى الدوريات الخمسة الكبرى، والحكم على تجربة صندوق الاستثمارات العامة في الأندية الأربعة، لا يمكن أن يكون بسبب نتيجة مباراةٍ، أو تعثر صفقةٍ، أو فشل لاعبٍ بعد دفع مبلغٍ كبيرٍ عليه، فكل هذه الأمور طبيعيةٌ في عالم كرة القدم، وتحدث دائمًا، وستحدث للجميع قريبًا.
من ليلة الاستحواذ إلى ليلة أورلاندو هناك مَن يعمل خلف الكواليس لتصبح ليلة أورلاندو أمرًا طبيعيًّا مستقبلًا حيث يرتفع الطموح يومًا بعد يومٍ كما فعل ماركوس ليوناردو عندما رفع راية الركنية عاليًا في سماء أورلاندو.