2025-08-20 | 22:21 مقالات

الصين.. 2 ماخ

مشاركة الخبر      

لاحظت أن أكثر ما أقرأه عن عالم الصناعة قادم من الصين، السيارات الصينية دخلت السوق مثل المارد، الذي استفاق من نومه، سيارات بتصاميم جذابة، وبآخر التقنيات، وبفارق كبير في الأسعار عن السيارات الألمانية واليابانية والأمريكية ذات الأسعار المرتفعة. هل أقوم بدعاية للسيارات الصينية؟ لن أمانع إن عرضوا ذلك علي، لكن اثنين من أصدقائي اشتروا سيارتين صينيتين في الأشهر الستة الأخيرة. عن الصناعات الصينية إليكم هذه الحكاية، دخلت معرضًا لصناعة علب الكماليات من عطور وأدوات تجميل، أعجبتني علبة عطور عند إحدى الشركات الأوروبية المختصة بصناعة علب العطور، عندما سألت الموظف في أي بلد أوروبي تصنعون منتجاتكم أجاب: كل ما تراه هنا نصنعه في الصين. ذهبت لشركة أخرى فوجدت الإجابة نفسها، الشركة الثالثة كذلك، ثم اكتشفت أن المعرض الأوروبي والمقام في دولة أوروبية هو مجرد عرض للصناعة الصينية بموظفين أوروبيين وشركات أوروبية. قبل عشرين عامًا تقريبًا سألت أحد المعارف من تجار الأثاث الأوروبي، هل ستصنع يومًا أثاثك في الصين؟ أجاب: صعب.. الأثاث الأوروبي ذو جودة عالية، ويحتاج إلى أيادٍ خبيرة. الآن يقضي صاحبنا نصف وقته في الصين مع شركات الأثاث الصينية، وعندما ذكرته بإجابته قبل زمن أجاب: يا أخي الصينيين مجانين.. ما خلوا شي.. شطارة ومهارة وخبرة وسعر! على الصعيد الشخصي، جربت صناعة عينة من منتج في بلد عربي، والعينة نفسها في الصين، الفارق كان كبيرًا في الجودة والتفاصيل لمصلحة العينة الصينية، مع سعر أقل بشكل فارق وساحق! لدى الصينيون مرونة في التعامل مع عملائهم في العالم، وهذه ميزة تميزهم، سراع التجاوب، تلاحقك الموظفة أو الموظف طوال الوقت، يقدمون لك حلولًا وأسعارًا مختلفة، يثابرون في إقناعك بالتعامل معهم، هذه الميزة من الأشياء التي ميزتهم عن الأوروبيين، جرب التعامل مع شركة أوروبية، يسألونك ألف سؤال، ثم يتعاملون معك عبر الإيميلات ببطء، مع سرعة في الملل. لا حل للدول التي تحاول مواجهة الصناعة الصينية إلا في التعامل معها والتكسب مما وصلت إليه، في السابق كانت الصين تنتج الصناعات الخفيفة، لكنها اليوم تصنع المتوسطة والثقيلة، تصوروا أنها ستنتج طائرة مدنية بسرعة 2 ماخ، أي أنها ستقطع مسافة 1200 كيلو متر في نصف ساعة!