آل الشيخ.. المفتي الثالث.. فقد بصره في العشرينيات ونشأ يتيما
ولد عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للسعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، في نوفمبر 1943، بمكة المكرمة، وتوفي والده عام 1951، وهو صغير، لم يتجاوز الثامنة، وكان تلميذًا لدى محمد بن سنان، الذي حفَّظه القرآن الكريم، بعد وفاة والده بثلاثة أعوام.
ونشأ آل الشيخ يتيمًا، وحفظ القرآن في سن مبكرة، وفقد بصره في العشرينيات من عمره، درس العلم الشرعي على يد محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي الديار السعودية الأسبق، وبدأ حياته العملية بالتدريس وعضوية المجالس العلمية بالجامعات، وهو خطيب جامع الإمام تركي بن عبد الله «الجامع الكبير» في الرياض، وأشهر خطباء مسجد نمرة، وله عدة مؤلفات شرعية، تشمل الفتاوى، والعقائد، وأحكام الحلال والحرام، إضافةً إلى كتب أخرى مصنفة من مجموع الفتاوى، التي أفتى بها الشيخ في عدد من البرامج والمناسبات المختلفة.
ودرس آل الشيخ كتاب التوحيد والأصول الثلاثة، والأربعين النووية، على يد محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي السعودية، خلال ستة أعوام، امتدت من عام 1955، حتى 1961، وأخذ علم الفرائض عن عبد العزيز بن باز، مفتي السعودية السابق، وتعلم من عبد العزيز بن صالح المرشد علم النحو، إضافةً إلى علم الفرائض والتوحيد، كما درس على يد عبد العزيز الشثري متني «عمدة الأحكام»، و«زاد المستنقع»، والتحق في دراسته النظامية بمعهد إمام الدعوة العلمي في الرياض عام 1955، وبعده بكلية الشريعة في الرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1961، وتخرج فيها متخصصًا في العربية وعلوم الشريعة، وذلك في العام الجامعي 1964ـ1965.
في عام 1965، عُيِّن آل الشيخ مدرسًا بمعهد إمام الدعوة العلمي في الرياض، واستمر فيه ثمانية أعوام، قبل أن ينتقل إلى كلية الشريعة في الرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ليعمل فيها أستاذًا مساعدًا عام 1979، ثم أستاذًا مشاركًا عام 1980، إضافةً إلى التدريس بالمعهد العالي للقضاء في الرياض، كما أصبح عضوًا في عدة مجالس علمية للجامعات السعودية.
ويمارس آل الشيخ، إلى جانب أعماله، دور الإشراف والمناقشة في عدد من الرسائل العلمية لطلاب الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية الشريعة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، والمعهد العالي للقضاء.
وتولى عبد العزيز آل الشيخ الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة في الرياض، بعد وفاة محمد بن إبراهيم عام 1969، ثم إمامة الجمعة في مسجد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، العام الذي يليه، ثم انتقل إلى إمامة جامع الإمام تركي بن عبد الله، وله جهود كبيرة في إلقاء الدروس والمحاضرات، والمشاركة في الندوات والبرامج الدينية الإذاعية والمتلفزة.
وعيِّن آل الشيخ إمامًا وخطيبًا بمسجد نمرة في عرفة عام 1982، وعضوًا في هيئة كبار العلماء بعدها بخمسة أعوام، وفي عام 1991 أصبح عضوًا متفرِّغًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمرتبة الممتازة، كما صدر أمر ملكي عام 1995 بتعيينه نائبًا للمفتي العام بالمرتبة الممتازة، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه مفتيًا عامًّا ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، ورئيسًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير، 14 مايو 1999، بعد وفاة عبد العزيز بن باز، المفتي السابق.
وأنتج آل الشيخ عدة مؤلفات في الأحكام الفقهية والعقائد والفتاوى، وغيرها من العلوم الشرعية، منها: كتاب الله عز وجل ومكانته العظيمة، وحقيقة شهادة أن محمدًا رسول الله، والجامع لخطب عرفة، إضافةً إلى عدد من الكتب المتخصصة بالفتاوى، التي أجاب عنها الشيخ في برنامج الإفتاء «نور على الدرب»، ومن أبرزها: كتاب من فتاوى العقيدة، ومن فتاوى الطهارة والصلاة، ومن أحكام وفتاوى الزكاة، ومن فتاوى الصيام، ومن فتاوى الحج، وفتاوى نور على الدرب «كتاب العقيدة»، وفتاوى نور على الدرب «كتاب الطهارة والصلاة».
وانتقل آل الشيخ إلى رحمة الله، الثلاثاء، وسيُصلى على الفقيد بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبد الله في مدينة الرياض، حسب بيان الديوان الملكي.
ووجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإقامة صلاة الغائب على سماحته بعد صلاة العصر في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، إضافة إلى جميع مساجد السعودية.
وتولى منصب المفتي ثلاثة مشايخ، وهم: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ من عام 1953 إلى 1969، ولم يتم تعيين مفتيًا خلال الفترة من 1969 إلى 1992 ليتولى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المنصف حتى عام 1999، وعين بعدها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتيًا للسعودية.