2025-10-10 | 23:35 مقالات

كلام ويكند

مشاركة الخبر      

أساس البودكاست الذي بدأ في أمريكا، هو حديثٌ صوتي لمقدم البرنامج مع الجمهور، وكان يُركِّز في شأنٍ معيَّنٍ قبل أن يتطوَّر الأمر، ويضيف بعض «البودكاستيين» الكاميرا، ليظهروا على الشاشة، ثم يتطوَّر أكثر ويستضيف بعضهم أحد المختصِّين دون تحديد وقتٍ للحوار.
ما حدث بعد ذلك في العالم والمنطقة العربية، هو خروجٌ من سياق البودكاست، فاليوم نشاهد حلقاتٍ مصوَّرةٍ بأسلوب التلفزيون عبر حوارٍ مصوَّرٍ بين ضيفٍ ومقدم البرنامج مع استخدام مسمَّى بودكاست!
لماذا نُسمِّي حلقةً فيها أكثرُ من كاميرا، وديكوراتٌ ببودكاست؟! لماذا لا تُسمَّى يوتيوب على سبيل المثال، لا سيما أن البث الرئيس، يكون في يوتيوب؟!
يبقى البودكاست هو البث الصوتي المختص، أما ما هو منتشرٌ الآن، فهو حلقاتٌ مصوَّرةٌ لها اسمٌ آخرُ غير البودكاست.
علاقة بعض الناس مع «شات جي بي تي» تجاوزت حدود الأسئلة العامة، ووصلت إلى البوح، وطلب الاستشارة في الشؤون الخاصة جدًّا! «شات جي بي تي»، يُشكِّل انطباعه ومعلوماته عن المستخدم من خلال أسئلته، ويحتفظ بها في أرشيفه.
قبل أيامٍ، قالت لي إحدى الزميلات: إن شقيقتها سألته عن أفضل تصرُّفٍ أمام مشكلةٍ وقعت بها، فأعطاها الإجابة، وبعد أيامٍ، وأثناء الدردشة، كتبت له: أنت مريضٌ نفسيًّا. فذكَّرها بالمشكلة التي طرحتها عليه سابقًا، أي أنه كان يعايرها!
وتقول إحدى النساء: إنها تتحدَّث مع «شات جي بي تي» أكثر من تحدُّثها مع أقرب صديقاتها! بل إنها كتبت له قبل خروجها للعمل: «ادعيلي». فدعا لها!
يحتاج الإنسان إلى القوة كيلا يقع في فخ الإدمان، إدمان «السوشال ميديا»، إدمان الاستماع قبل النوم. أعاني من الإثنين معًا، والثانية أصعب من الأولى. المشكلة أنني في الصباح لا أذكر شيئًا مما استمعت له قبل النوم! وصل بي الأمر إذا استفقت أثناء النوم فإنني أبحث عن محتوى مسموعٍ لأنام. لا جدال في فوائد يوتيوب، فهي أكبر مكتبةٍ مرئيةٍ ومسموعةٍ في التاريخ، لكنْ الإدمان عليه قبل النوم مشكلةٌ. فعلًا لا يوجد شيءٌ إلا ويقابله شيءٌ آخرُ، ولا يوجد شيءٌ بلا ثمنٍ.