كيال في حوار مع الرياضية : الشال شالي .. وأحمد عيد أهلاوي
طارق كيال.. خبير الأهلي والرجل الذي حضر في الوقت المناسب ليسهم ببصمة إدارية ناجحة في تحقيق بطولة الدوري، اختفى بعد انتهاء الدوري فبحثنا عنه لنجده غارقًا في معمعة الإعداد للقاء النصر في نهائي كأس الملك مضحيًا بمعظم الدعوات التي أتته للمشاركة في احتفالات الأهلي بالدوري مؤكدًا أن موسم الأهلي لم ينته بعد وأنه يفكر في كيفية إخراج اللاعبين من أجواء الفرح التي يعيشونها من أجل استعداد جدي يواكب طموح الأهلاويين في إضافة الكأس إلى الدوري، فتحنا معه كل الملفات التي تم طرحها في وسائل الإعلام المختلفة ـ علاقته بجروس والإدارة وهل سيبقى أم سيرحل، وما أصعب المنعطفات التي واجهته شخصياً قبل تحقيق لقب الدوري والرسالة الخاصة التي وجهها له رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله وما هي الإستراتيجية التي اتبعها في الفترة الماضية وهل كانت (الأنا) موجودة في الأهلي وأين؟.. تحدثت معه عما دار خلف الكواليس وكيف سيتم انتشال اللاعبين من معمعة الأفراح إلى واجهة الإعداد لمواجهة منافسه النصر على كأس خادم الحرمين الشريفين.. حديث طويل شمل الاتهامات التي طالته والتسريبات التي كانت تهدف إلى التأثير في مسيرة بطل وبطولة.. إجاباته كانت قوية وواضحة وصريحة ولم يترك أي سؤال من أسئلتنا العشرين إلا وأجاب عليه دون قيود وكأنه يريد إيصال الحقيقة كما هي حتى لا يتم التأويل وفي سبيل القضاء على الشائعات التي طاردت الأهلي وطاردته شخصياً، كما تحدث عن رؤيته للإعلام وتناولاته في المرحلة الماضية وسياسته في التعامل معه وتهيئة المناخ المناسب للاعبين دون ضغوط..
ـ أبارك لك الدوري.. ماذا تقول بهذه المناسبة؟
مناسبة سعيدة بالتأكيد لجماهير الأهلي وللاعبين وأعضاء الشرف والإدارة وكل من ينتظر هذا اللقب للنادي الأهلي الذي بذل كل ما لديه من إمكانات وجهد ومال وعمل دؤوب للوصول إلى هذه اللحظة الجميلة، ونحمد الله أن منّ على النادي الأهلي بهذه البطولة وأقدم التهنئة لأعضاء الشرف وعلى رأسهم الأمير خالد بن عبدالله ولإدارة النادي برئاسة الأستاذ مساعد الزويهري ونائبه عبدالله بترجي وأعضاء مجلس الإدارة وجماهير النادي الوفية وأتمنى أن تتواصل المنجزات في الفترة المقبلة بتحقيق كأس الملك وبقية الألقاب في المواسم المقبلة.
ـ من وجهة نظرك ما هي أهم أسباب تحقيق بطولة الدوري مرتبة حسب الأهمية؟
لن أنسب البطولة إلى جهة معينة بقدر ما أنسبها إلى الجهد الجماعي والتكاملي لكل الأطياف الأهلاوية من أعضاء شرف وإدارة ولاعبين وأجهزة إدارية وفنية وجماهير فقد كان هناك ترابط كبير بين الجميع في مرحلة حساسة الكل فيها استشعر مسؤولياته وكل فرد شعر بأنه يملك القدرة بأن تكون له بصمة في تحقيق المنجز، وهذا الشعور أو هذه الألفة خلقت أجواء جميلة داخل معسكر الفريق بالإضافة إلى أن الهدف من هذا الالتفاف كان الاستقرار والبعد عن (الشوشرة) وكل ما يؤثر في الفريق وهو ما حققناه قبل أن نبدأ الخطوات التالية في الإعداد وتجهيز اللاعبين لجولات الدوري الأخيرة وأسهمت في مساعدة المدرب في تنفيذ برامجه الفنية والتكتيكية.
ـ ما المشكلة التي واجهها الأهلي في المنعطف الأخير أو شعرت أن الفريق متضرر منها؟
كانت هناك حلقة مفقودة تتمثل في وجود فجوة بين جميع الأجهزة واللاعبين وإعادة ربطها وردم هذه الفجوة تطلب حل المشكلات وزيادة العلاقة الوثيقة بين المدرب واللاعبين والتقارب بينهم كحلول عاجلة وشاهدنا كيف انعكست روح اللاعبين على أدائهم وقدراتهم وتعايشوا مع أجواء المباريات بحماس كل خطوة كان لها نفس الإعداد والشعور بالمسؤولية حتى تم حصاد النقاط والانفراد تماماً بالصدارة حتى المباراتين الأخيرتين أمام الرائد والفتح رغم عدم أهميتهما في الترتيب إلا أن اللاعبين كان لديهم حرص على مواصلة الكسب وروح الانتصار حتى النهاية.
ـ خلف الكواليس ما الذي كان يحدث، خاصة في جولات الحسم؟
وضعنا هدفاً وإستراتيجية أمامنا لتنفيذهما وقلت للاعبين حينها لنترك أي مشكلة خارجية قد تؤثر في استعدادات الفريق والمشكلات التي نستطيع حلها نقوم بذلك في حينها بينما أي مشكلة أكبر كنت أقول للاعبين ضعوها في صندوق أسود وأغلقوه حتى نهاية الموسم.. وإضافة إلى ذلك كان هناك تكاتف إداري وشرفي أعطى اللاعبين طاقة معنوية وروحاً عالية وساعدنا ذلك في الوصول إلى أهدافنا بالتدريج علاوة على الدور المعنوي الذي قامت به سيدة الأعمال في مكافأة اللاعبين.
ـ بعد نهاية الدوري وبدء الاحتفالات اختفى طارق كيال.. ترى أين ذهب؟
لم ينته موسم الأهلي فقد كانت لدي ملفات مهمة تتمثل في التحضير لمعسكر الفريق الأهلاوي قبل خوض نهائي كأس الملك أمام النصر وهو ما يتطلب متابعة دقيقة لتفاصيل المعسكر والحرص على إخراج اللاعبين من معمعة الأفراح إلى الجاهزية المثلى للنهائي، وقد أعطينا اللاعبين وكل الأجهزة المساحة المناسبة للفرح والاحتفال ومنح اللاعبون إجازة لمدة أربعة أيام وبعده تبدأ مرحلة جديدة من الاستعداد والجاهزية فلدينا طموح أن يكون الختام مثالياً بتحقيق لقب نتشرف به وهو كأس الملك، لذا فأنا شخصياً لن أتفرغ لنفسي إلا بعد انتهاء الموسم وما الدوري إلا مرحلة منقضية من الموسم لها تفاصيلها ونهائي الكأس ختام لمشوار مختلف ومع منافس قوي يريد الخروج ببطولة هذا الموسم.
ـ طارق كيال.. هل سيبقى مشرفاً على الفريق الموسم المقبل أم سيرحل؟
لم ينته الموسم بعد كي أقرر فلدينا خطوة نفكر فيها وهي نهائي الكأس، وقد أعتدت ألا أفكر في أمر بعيد إلا بعد نهاية المهمة التي أقوم بها، فالأهم في الوقت الحاضر هو تحقيق الهدف الآخر بعد الدوري وهو كأس الملك والتشرف بالسلام على راعي المباراة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في يوم عيد لجميع الشباب والرياضيين وهو خير ختام لموسم رياضي حافل أتمنى أن تكون نهايته سعيدة للأهلي بالحصول على اللقب.
ـ خلافك مع جروس تحدثت عنه في وسائل الإعلام وأوضحت الكثير من الأمور.. نريد التفاصيل مما لم يذكر؟
والله ليس هناك خلاف، كل ما هناك أننا في وسط يجيد حبك الشائعات والأقاويل دون دليل وتنتشر انتشار النار في الهشيم، ولعل ما أخبركم به أكبر رد على هذه الأقاويل فجروس أبلغ بعض رجالات الأهلي بأن تواجد طارق كيال بالنسبة له حل كثيراً من الإشكالات والمشاكل وقد أشاد بخطواتي حتى في اجتماعاته باللاعبين، وهذا بالنسبة لي مؤشر جيد للتناغم في العمل كمجموعة واحدة متفاهمة تعرف ما لها وما عليها.
ـ هناك من يقول أيضاً أنك على خلاف مع الإدارة أو جهاز الكرة.. أرجو أن تكون أكثر صراحةً لينتهي هذا اللغط؟
من يقول ذلك عليه أن يوضح لي ما هو الخلاف وما نوعه ومع من تحديدًا، كل هذه الأمور مختلقة فأنا أتيت للعمل فقط ومن أقنعني بالعودة للعمل يدرك أن طارق لم يحضر سوى لخدمة الأهلي كونه أحد أبنائه علاوةً على أن علاقتي بمجلس الإدارة وجهاز الكرة علاقة مثالية قائمة على الاحترام المتبادل وأدوارنا عادةً مكملة لبعضها وصولاً إلى الهدف المنشود.
ـ يميزك ذكاؤك في التعامل مع وسائل الإعلام.. من وجهة نظرك هل أخفقت وسائل الإعلام في الحديث عن المنجز أم نجحت؟
أنا علاقتي بالإعلام والإعلاميين جيدة وعلى وفاق مع الإعلام لأنني أؤمن بدوره وأقدر بحثه عن الحقيقة وأتجاوب مع هذا التوجه، وما تواجدي معكم في صحيفة الرياضية في هذا الحوار إلا تأكيد لهذا الجانب لتوضيح بعض ما ورد عني تحديدًا؛ لأن الإعلام مرآة للحقيقة أو هكذا يجب أن يكون.. وبالنسبة إلى الأهلي وتعامل الإعلام مع تحقيقه للقب فهو أمر طبيعي لحجم الأهلي ومكانته ثم إن الإعلام يسير مع موجة (القوي) أو البطل، والأهلي كان الأقوى والأفضل في دوري هذا الموسم وليس هناك من يستحق غيره.
ـ يتحدثون عن تسريبات تتم وتسليط الضوء على مشكلات بعضها غير موجود ترى ما السبب؟
التسريب حالات فردية تحدث في كل الأندية وأحياناً تكون ناتجة عن غيرة أو حسد لكن الشخص الواثق من قدراته وإمكاناته لا يلتفت لمثل هذه الأمور ويعمل دائماً لسد كل الثغرات التي تؤدي إلى تسريبات في معظمها غير دقيقة أو غير صحيحة.
ـ الأمير خالد بن عبدالله أكبر المحفزين والداعمين.. ماذا قال لك تحديدًا وما هي الكلمة التي صنعت التحول قبل المنجز والنصائح التي أعقبت البطولة؟
الأمير خالد رجل رياضي متمرس وخبير وعلى خلق عالٍ ويقدر قيمة العمل ومدى التفاني والأمانة والإخلاص فيه، والحقيقة أن مثل هذه الشخصية تشعر بالفرح وأنت تعمل معها ولا أنسى أنه علمنا أن نتخطى مرحلة حب الأهلي إلى عشقه والإخلاص في خدمته وتعلمنا منه التضحيات من أجل الكيان فهو قدوة في التضحية في سنوات طويلة تدرج فيها مشجعًا ولاعبًا ورئيسًا للنادي وعضو شرف ورئيسًا لأعضاء الشرف وداعمًا لكل الإدارات المتعاقبة على النادي.. ولا أخفيكم أنه وجه لي رسالة بعد الدوري احتفظ بكلماتها الثمينة والمحفزة ونصها كالتالي: (جهودكم لا تقدر بثمن، لكم مني الشكر والتقدير).
ـ وضعت شال الأهلي على عنق أحمد عيد لحظة التتويج لماذا فكرت في هذه المبادرة؟
استرجعت تاريخ الأهلي مع أحد أبنائه وهو أحمد عيد وهو تاريخ حافل بلاشك وتذكرت أن هذا الرجل يظل أحد أبناء هذا الكيان والانتماء ليس عيبًا فكل مسؤول لديه ميول، علاوةً على أن استقبال جمهور الأهلي لأحمد عيد عند نزوله أرض الملعب للتتويج لم يكن بالحماس المطلوب فكانت مبادرتي لهذا السبب.
ـ هل ترى بأن الأهلي بهذه العناصر وبالصفقات المضافة للفريق سيذهب بعيدًا في آسيا الموسم المقبل؟
حتى هذا الموسم كان الأهلي يملك الإمكانات التي تؤهله للوصول بعيدًا في دوري أبطال آسيا لكن كأولويات يأتي الدوري أولاً وكان ضريبة ذلك الخروج من البطولة الآسيوية وأجزم بأن الأهلي قادر على تقديم نفسه بشكل مميز في البطولة المقبلة والعمل على تحقيق طموحات جماهيره، فبطولة دوري أبطال آسيا من أولويات الأهلي الموسم المقبل.
ـ وما رأيك في العناصر الأجنبية وفائدتها للفريق مستقبلاً تواكبًا مع حجم الطموحات والتطلعات؟
لاعبو الأهلي غير السعوديين قدموا موسمًا مميزًا وثريًا؛ السومة وفيتفا وعبدالشافي وماركينهو وكانت لهم بصمتهم الإيجابية وحتى الآن الموسم لم ينته وأمامهم مباراة صعبة تحتاج منهم إلى البذل والعطاء وإثبات الأفضلية وأعتقد أن الإبقاء على لاعب أو استبداله أمر يخضع لرغبة المدرب وتقريره الفني في نهاية الموسم وليس الآن.
ـ يقول مدير الكرة موسى المحياني في برنامج كورة أن لغة (الأنا) ستستبدل (بنحن) في إشارة للمشاركة الجماعية في العمل والمنجز.. ما تعليقك؟
كلام إيجابي لكن لغة (الأنا) لم تكن موجودة في الأهلي من الأساس حتى نستبدلها بـ (نحن).. دائمًا العمل في الأهلي جماعي والدليل أن الأهلي في الماضي حقق بطولات وكؤوساً ولم يظهر أحد ليلعب دور البطولة فكل الأدوار مكملة لبعضها.
ـ أرى أن الأهلاويين غارقون في أفراح الدوري ونسوا أنهم سيخوضون نهائياً قوياً أمام منافس عنيد هو النصر في نهائي كأس الملك، كيف سيتم الخروج من دوامة الفرح والاستعداد للمواجهة المقبلة؟
الأفراح أمر طبيعي وقد سبق أن تم منح اللاعبين وكل الأجهزة أربعة أيام إجازة قبل معاودة التدريبات وانطلاقة معسكر إعدادي للنهائي ستبعد اللاعبين عن هذه الأجواء للتحضير الملائم للنهائي.
ـ كنت تتواجد كناقد حصري في برنامج أكشن يا دوري كيف تقيم هذه التجربة؟
أبناء كرة القدم هم خير من يشخص أوضاعها ونتائجها ويحلل مبارياتها، وقد استفدت في التعامل مع الإعلام باحترافية ولدي علاقات جيدة مع الوسط الإعلامي، أما النقد فأظنه من مهنية الإعلام ولابد أن يتقبله المسؤول بكل رحابة صدر شريطة أن يكون الانتقاد خاليًا من الشخصنة والتجريح.
ـ كيف ترى رئيس النادي مساعد الزويهري ونائبه عبدالله بترجي وما تقييمك لجهاز الكرة؟
إدارة النادي برئاسة مساعد الزويهري ونائبه عبدالله بترجي إدارة تعاملها جيد وتشجع العمل الجماعي وكان لها دور مثمر مع الفريق وتقديم كل التسهيلات في سبيل الوصول للهدف وتكوين فريق عمل يؤمن بالجماعية في الأدوار.
ـ تجديد جروس للأهلي أسعد جماهير الأهلي.. هل كانت لديه شروط؟
جروس مدرب محترف يحب العمل المنظم وأنا سعيد بالتعامل معه كما أنه يحمل نفس الشعور والتعبير عن ذلك علنيًا عندما ذكر أن وجودي سهل له الكثير من المهام وحل المشكلات وتمنى أن أتواجد معه في الفترة المقبلة.
ـ كلمة أخيرة..
شكراً لصحيفة "الرياضية" على هذا الحوار وهذه المساحة والشكر لك شخصيًا أخ محمد وأتمنى للأهلي المزيد من البطولات ولجماهير الأهلي المزيد من الفرح.