بولت أذهل الجميع في ريو وتراجع الحضور الجماهيري
أذهل يوسين بولت الجميع وحقق ما كان يصبو إليه كما تفوق مو فرح وإيلاين طومسون وديفيد روديشا وسجلت ثلاثة أرقام قياسية عالمية جديدة وتألق الرياضيون الأمريكيون في أولمبياد ريو لتعود ألعاب القوى من جديد إلى دائرة الضوء بصورة صحية بعد عام مضطرب.
ولم يظهر تأثير كبير لغياب الرياضيين الروس بسبب الإيقاف لكن تراجع الحضور الجماهيري كان واضحا خلال منافسات هذه الرياضة التي يفترض أن تكون محور اهتمام وشغف الكثيرين.
وسيتعين على منظمي الدورة البحث عن سبب هذا التراجع الجماهيري الذي ظهر حتى خلال منافسة بولت في نهائي سباق 100 متر.
لكن بولت "الأفضل" بذل كل جهد مستطاع لفائدة الرياضة كما كانت عادته دوما.
وأكمل العداء الجاميكي المعجزة الثلاثية الأولمبية الثالثة على التوالي في انجاز غير مسبوق عندما حصد ذهبيات سباقات 100 و200 وأربعة في 100 متر تتابع للمرة الثالثة على التوالي ليعادل انجاز الفنلندي بافو نورمي والأمريكي كارل لويس برصيد تسع ميداليات ذهبية أولمبية في ألعاب القوى.
وحرص بولت على إيصال كلماته وصوره لكل وسائل الإعلام والجماهير انطلاقا من إدراكه لدوره وانجازاته وأهميته للكثيرين في وقت يكثر فيه الحديث عن المنشطات والفساد.
وتردد الكثير أيضا في ريو عن الشخص الذي سيملأ الفراغ بعد اعتزال بولت في العام المقبل وقام عداء جنوب افريقيا ويد فان نيكيرك بخطوة في هذا الاتجاه عندما فاز بسباق 400 متر بعد أن حطم الرقم القياسي العالمي للسباق والمسجل باسم الأمريكي مايكل جونسون والصامد منذ 1999.
ورغم ذلك توارى هذا الانجاز خلف الأداء المذهل الذي شهده سباق 10 الاف متر للسيدات عندما سجلت أول 13 عداءة أفضل أزمنة شخصية لهن.
وبينما حصل انجاز فان نيكيريك على الإشادة ترددت أسئلة حول أداء العداءة الإثيوبية ألماز أيانا أيضا الفائزة بسباق 10 الاف متر بعد تحطيم الرقم القياسي الصامد منذ 1993 باسم الصينية وانغ جون شيا والتفوق عليه بفارق 14 ثانية.
وعودة للأخبار الطيبة نجح العداء البريطاني فرح في الدفاع عن لقبي سباقي خمسة وعشرة الاف متر ليعادل بذلك انجاز الفنلندي لاسه فيرين في عامي 1972 و1976 حين حصدت العداءة الجاميكية طومسون ذهبيتي سباقي 100 و200 متر وتغلب روديشا على مشاكله واستعاد لقب سباق 800 متر.
وأكد أشتون ايتون أنه أعظم رياضي شامل في العالم بعد نجاحه في الاحتفاظ بلقب العشاري ليساعد الولايات المتحدة على احتلال صدارة قائمة ميداليات الرياضة برصيد 13 ذهبية في حين حطمت البولندية أنيتا فودارتشيك رقمها القياسي لتحرز ذهبية الإطاحة بالمطرقة.
وبالنسبة للجمهور المحلي فإن أهم ذكرى ستعلق في الأذهان جاءت عند فوز البرازيلي تياجو دا سيلفا بذهبية القفز بالزانة لتحصل البرازيل على أول ذهبية في ألعاب القوى منذ 34 عاما وسط حضور جماهيري باهت.
لكن سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى أشاد ببرنامج منافسات ألعاب القوى في ريو واصفا ذلك بأنه "أسبوع متميز" أثبت أن ألعاب القوى "بخير وقوية للغاية."
لكن وفي ظل ظهور المزيد من حالات تعاطي المنشطات التي يعود بعضها لأولمبياد بكين 2008 يبقى من السابق لأوانه الحكم بصورة نهائية على نجاح دورة ريو من عدمه فيما يتصل بهذا الجانب.