أهلي مارادونا وميسي.. حكاية الأب وابنه
طيلة الثلاثين عاماً الماضية ظلّ هذا الأب الخمسيني يتغنى بالأسطورة الخالدة دييجو أرماندو مارادونا، ليس لأنه "مارادونا"، بل كونه لعب مع عشقه الأهلي في الثمانينات الميلادية، تحديداً في نوفمبر من عام 1987، عندما نظم النادي السعودي مباراة ودية مع فريق بروندي الدنماركي بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس النادي.
ابنه الذي يبلغ الرابعة والعشرين عاما لم تكن عيناه قد رأت النور في ذلك الوقت.. فلا مارادونا رأى، ولا أهلي زمان شاهد.. ولكنه حفظهما عن ظهر قلب منذ نعومة أظافره.. فهي القصة التي يرويها له والده كلما خلد إلى النوم.. أو شاهد دييجو على التلفاز.. والكلمة التي يرددها له أبوه دوماً.. "أنتم ما لحقتوا على مارادونا يوم لعب مع الأهلي".
الابن عشق الأهلي من حب والده بل وتعلق به.. لم يصحو على جيل أبو داوود ومنسي وسرور ومسعد، ولكن تفتحت عيناه على شلية وعبدالغني وقهوجي وتيسير.. الإنجازات استمرت في الجيلين ولكن مارادونا ظهر مع الجيل الأول.. الكفة تميل لصالح الأب.
الابن يخسر الجولة مع والده رغم أنهما اتفقا على عشق "قلعة الكوؤس".. فبات مارادونا بعبعاً له، فكلما شاهده يتذكر رواية والده متمنياً أن يكون خلق في ذلك الزمن.
أمله الوحيد في هزيمة أبيه، أو التعادل على أقل تقدير أن يلعب الأهلي معه أو ضده لاعب يضاهي النجم الأرجنتيني شريطة أن يكون أسطورة حيّة في الملاعب.
العاشق الصغير لم يجد لاعباً يهز مكانة مارادونا سوى الداهية ليونيل ميسي.. ظلّ يتساءل، كيف يمكن للاعب بحجم نجم هذا الزمان أن ينازل أهلي جدة في ملعب واحد؟!
هذا هو الحل المتاح ليرد على والده..
الأهلي يعلن رسمياً لقاء برشلونة الإسباني في العاصمة القطرية الدوحة في مباراة ودية لصالح الخطوط الجوية القطرية.. الأفراح تنطلق من جدة.. الابن يذهب لأبيه "تحقق حلمي.. أنت مارادونا وأنا ميسي.. وكلانا نعشق الأهلي"..
ولكن هذا الابن لديه طفل في الثانية من عمره.. والحكاية تستمر.