كاتب الرأي يتمنى أن يفتح قلمه خزائن قارون.. ويصف المتنبي بالمغرد المشاغب السليمان: ما زلت طفلا
50 سؤالًا في 30 يومًا تتنوع ما بين الثقافية والعلمية والأدبية والرياضية والاجتماعية، وتدور بين الواقعية واللاواقعية.. تربط بين الماضي، والحاضر.. وتفتح شرفة المستقبل.. نبحر من خلالها في كل يوم من رمضان مع ضيف سياسي.. أدبي.. رياضي.. ثقافي..
الزميل خالد السليمان، الكاتب المعروف صاحب أشهر زاوية في صحيفة عكاظ، أمام 50 سؤالًا.
01
مَن يراك للمرة الأولى.. كيف ستعرِّف نفسك له؟
مجرد عابر سبيل بملامح رسمها الزمن، وأثر سيمحوه الزمن!
02
بين طفولتك وصباك وشبابك.. ماذا تغيَّر؟
لا شيء، ما زلت ذاك الطفل، الذي يسكن الجسد المتغيِّر، ربما الشيء الذي تغيَّر قدرتي على تحمُّل الحياة والأحياء!
03
الذين لا يعرفونك ويخشون التعامل معك.. ما الرسالة التي توجهها لهم؟
يمكنهم سؤال مَن يعرفني. أحيانًا نبني حواجز وهمية، نخسر فيها فرصًا عظيمة لبناء علاقات إنسانية ثمينة!
04
أحلامك وطموحاتك التي تحقَّقت.. مَن كان وراءها؟
والدان عظيمان، آمنا بأحلامي وقدراتي، ودعماني بلا حدود ولا مقابل!
05
يومك من الصباح إلى المساء.. كيف يمضي؟
أعيش اللحظة، فلا أكون أسيرًا لأحزان الماضي، ولا رهينًا لقلق المستقبل!
06
ماذا ينقصك حتى تحقِّق أمانيك كلها؟
الحمد لله، ما طمحت إليه كلَّه، لنفسي وأسرتي الصغيرة، حقَّقته، وتبقَّى أن أسهم في تحقيق أماني أسرتي الكبيرة، والمجتمع هو الأسرة الكبيرة لكاتب الرأي!
07
في رحلة سفر لذيذة.. مَن تصطحب معك؟
غالبًا زوجتي وأطفالي، لكنَّك قد تستغرب إذا قلت لك: إنني أحيانًا أجد متعة في اصطحاب نفسي، فالاختلاء بها في السفر يمنحني شعورًا بالصفاء والحرية!
08
لماذا نحن العرب عاطفيون ونفكر بقلوبنا أكثر من عقولنا؟
القلوب تمنح مساحات أوسع للبقاء، ومخارج أكثر للهرب!
09
ما عاد الطرب الأصيل قادرًا على الصمود أكثر.. أتراه اقترب من النهاية؟
لو كان هذا صحيحًا لما وجدنا الكثير من شباب اليوم يردِّدون أغاني أم كلثوم، بعضها غنَّته حتى قبل ولادة آبائهم!
10
ما فريقك الذي تحبه وتشجعه.. وماذا قدَّم لك؟
وعيت على الحياة وأنا أحب النصر. لا أعرف متى ولا كيف ولا لماذا؟! أما ماذا قدَّم لي، فيكفيه أنه قدَّم ماجد عبد الله!
11
طالما الحياة قصيرة كما يقولون.. لماذا نحترم المغامرين؟
نصيحة، لا تضِع لحظة واحدة من حياتك في العيش كما يريد الآخرون، بل عشها لنفسك!
12
تتسارع خطوات التقنية أكثر من الإنسان.. إلى أين سيصل هذا العالم؟
تجاوزت تقنيات اليوم ما تخيَّله السابقون، وحتمًا ستتجاوز تقنيات المستقبل ما نتخيَّله نحن!
13
الموهبة والإبداع.. هل يستحقان المفاخرة والمباهاة والغرور؟
من حق الإنسان أن يفتخر بنفسه ونجاحه، شريطة أن يصنع من ذلك سجنًا، يحبس نفسه فيه!
14
مدربو كرة القدم يحصلون على رواتب عالية أكثر من الأطباء في كل مكان، لماذا؟
أتذكَّر عندما كان أهلنا يخوِّفوننا من أن الفشل في الدراسة يعني التحول إلى لاعب، أو مطرب. حقيقة لا أفهم هذه المعادلة المختلَّة، لكنها ليست بعيدة عن معادلة تفاوت أجر عامل النظافة الكادح طوال يومه تحت أشعة الشمس الحارقة في الشارع، والموظف في مكتبه المكيَّف!
15
صديق قديم توجِّه إليه رسالة اعتذار دافئة.. ما اسمه، وماذا تقول له؟
أدين بالاعتذار إلى كل قارئ يرى أنني خذلته، وأقول له: يا ليت قلمي كان عصا موسى، أو مفتاح خزائن قارون لأحل مشكلتك!
16
الحب ينتصر على المستحيل.. هذه حقيقة، أم كلام أفلام وروايات؟
بل حقيقة، متى ما صدقت المشاعر. مَن لا يرون ذلك لم يجدوا الحب الحقيقي!
17
هدية واحدة في يدك.. إلى مَن تقدمها بنفس طيبة؟
أقدمها إلى زوجتي، فقد منحت حياتي المزيد من السعادة!
18
هل أنت من أولئك البشر الذين يغيِّرون أصدقاءهم كما يغيِّر الصغار ألعاب الطفولة؟
الصديق الجيد عملة نادرة، لا يمكن التفريط به!
19
ما الشيء الذي حرمتك منه الدنيا؟
لست ممَّن يتوقَّف لإحصاء خسائره في الحياة. دائمًا ما أمضي، وهذا من أسباب شعوري بالرضا والامتنان لما تقدمه لي الحياة، بفضل من الله!
20
السعادة التي يلهث وراءها الناس..
في رأيك أين هي؟
مَن يجد رضا النفس يجد السعادة. الأمر كله ينبع من داخل الإنسان، فهو مَن يحدد معايير سعادته وشقائه!
21
لو عاش المتنبي في زمن تويتر وسناب شات.. هل تظنه يملأ الدنيا ويشغل الناس؟
أحب شعر المتنبي، وأكره شخصيته، لذا أراه مغردًا مشاغبًا، وربما انتهى به الأمر تحت مقصلة نظام النشر الإلكتروني سريعًا!
22
الجدلية حول الفريق الأكثر جماهيرية
سعوديًّا.. هل هناك وسيلة لحسمها؟
الأندية الأربعة “الكبار” كلها برهنت على قدرتها على ملء مدرجاتها، وحجم الحضور بات مرتبطًا بالتنافسية والمستويات، لذا تجاوزت هذه الجدلية العقيمة!
23
الثقافة كلمة فضفاضة لا تمتلك أي جاذبية، أو سحرًا شعبويًّا.. ما السبب؟
ربما لأن عصر السوشيال ميديا خلط الحابل بالنابل!
24
أشياء كثيرة يصفونها مجازًا بمرض العصر.. هل لديك أيضًا هذا التصنيف؟
أمراض العصر تختلف باختلاف الزمان والمكان، وفي وقتنا الحاضر ربما كانت السوشيال ميديا ورمًا حميدًا، أو خبيثًا حسب تأثيرها في كل شخص!
25
جيرانك والساكنون حولك.. هل تعرفهم، أم أن المدنية أخذتك ضمن ركابها؟
وسائل التواصل الاجتماعي غيَّرت الكثير من نمط العلاقات سواء مع الأقارب، أو الجيران، أو الأصدقاء، أو حتى الأغراب. أصبحت الجيرة ”سيبرانية”!
26
مارادونا وميسي.. أيهما تمنحه صوتك والعلامة الكاملة.. ولماذا؟
لكل زمن رجاله، لكن أظن أن مارادونا يقف إلى جوار بيليه على قمة مختلفة!
27
لماذا يملك الكثيرون جوالين ورقمين؟
بعضهم تفرض عليهم طبيعة عملهم، أو ترحالهم حمل جهازين، وآخرون لمجرد التقليد أو المباهاة. أنا شخصيًّا لا أحمل سوى هاتف جوال واحد!
28
في رمضان.. ما أكثر شيء تحرص عليه بخلاف الأشهر الأخرى؟
الاستمتاع بسكينة لحظات غروب الشمس!
29
كأس العالم على الأبواب.. ماذا سيفعل الأخضر، ومَن ستشجع بين الكبار؟
أرجو للأخضر التوفيق، ومن المنتخبات الأخرى سأشجع الفريق الأكثر متعة، لكن عادة ما تتأرجح مشاعري بين منتخبات ألمانيا والأرجنتين والبرازيل!
30
في رأيك.. كيف يكون الإنسان البسيط متطورًا أكثر من غيره؟
بمستوى الوعي الفطري الذي يملكه، وقدرته
على التصالح مع نفسه، فتتركز طاقته لتدفعه نحو تحقيق النجاح!
31
تركي آل الشيخ، رجل جاء وأحدث جدليات كثيرة وواسعة، لو قابلته وجهًا لوجه،
ماذا ستقول له؟
شكرًا، فقد أحييت فيني أملًا بأن الإصلاح ممكن حتى في الأماكن الميؤوس منها!
32
بطولة البلوت حققت نجاحًا باهرًا.. ماذا أعجبك فيها وما مآخذك وملاحظاتك؟
لا أفهمها، لا أحبها، ولا أهتم بها، لكن لها جمهورها العريض. وإقامة مسابقة خاصة بها تلبي اهتمامات هذا الجمهور أمر إيجابي!
33
رجل عاقل وناضج ومحترم وطيب.. مثل هذا هل لديك نصيحة تمنحه إياها؟
مثل هذا لا ننصحه، بل نطلب منه النصيحة!
34
الذين يكرهونك ويحاولون تشويهك ومحاربتك.. كيف تتعامل معهم؟
أتجاوزهم دون أن أتخلى عن حذري منهم!
35
ما أكثر اختلاف تراه ظاهرًا بين اللاعبين القدامى ونجوم اليوم؟
القدامى أكثر عطاءً، والجدد أكثر ثراء!
36
أبواب الخروج من الطائرات والدخول إليها، كلها من جهة اليسار.. لماذا؟
ربما لأن أبواب الحقائب، والتموين في الجهة الأخرى. بعض الأسئلة في مجال الطيران جميلة، مثل: لماذا نوافذ الطائرات بيضاوية، وليست مربعة، ولماذا يتغير مذاق القهوة، وعصير الطماطم في السماء؟!
37
عندما ندمت في المرة الأخيرة.. كيف وجَّهت الملامة والعتاب لقلبك وروحك؟
ندمت على أشياء كثيرة في حياتي، لكنَّ الندم أشبه بالفخ الذي يأسرك، من المهم إذا كان الأمر مستعصيًا على الإصلاح أن تمضي قدمًا!
38
في وقت الراحة والاسترخاء.. كيف تفكر وماذا تفعل؟
أقرأ كتابًا، أو أشاهد برنامجًا، أو فيلمًا، أو أستمتع بلعبة في جهازي الآيباد!
39
عشرة ملايين ريال في جيبك.. أي مشروع تفكر في إنجازه، ومَن تختاره شريكًا لك؟
لم أخلق للتجارة، لذا سأدخره وأتقي به غوائل الزمن!
40
يقولون: إن الخضار والفواكه تساعد على تخفيف الوزن. لماذا لا تساعد حيوان الفيل الذي لا يأكل غيرها؟
ربما الخضار والفواكه لا تناسب بصمة دمه.
41
شخص سطحي وفارغ لكنه صار نجم إعلانات.. أترى المعادلة مستقيمة؟
مع الأسف، السطحية، والسماجة أصبحتا من متطلبات بعض أعمال الشهرة!
42
الفرصة التي ذهبت مع الريح.. لماذا لم تحسن استغلالها؟
كل فرصة تسنح لك، هي فرصة فوَّتها غيرك، وكل فرصة تفوِّتها، هي فرصة تسنح لغيرك، ولكل إنسان ما كُتِبَ له!
43
أتصدق كل ما يقال عن اليابان.. أم ترى ذلك تخاريف وهوايات لجلد الذات ليس إلا؟
تجولت في معظم دول العالم، ولم أجد مجتمعًا خاليًا من العيوب، لكنَّ الشيء الوحيد الذي صدقته، هو أن الكثيرين ممن سوَّقوا لنا هذه المثاليات ثيابهم مملوءة بالثقوب، وحياتهم تحكمها الازدواجية!
44
بيوت العنكبوت الواهنة الضعيفة.. أي شيء في بالك ومخيلتك يوازيها ويشبهها؟
مصائد الدنيا الخادعة التي يصنعها المفترسون!
45
سرعة الضوء تعادل سرعة الصوت مليون مرة، لكن مَن أسرع الضوء أم الظلام؟
ضوء شمعة صغيرة يبدد ظلام حجرة كبيرة!
46
هناك هوايات غريبة لدى بعض الناس، ما أغرب هواية عرفتها لأحد أصدقائك؟
لدى ابني الصغير هواية شراء ميدالية مفاتيح تذكارية من كل مدينة، أو قرية نزورها. راقت لي الفكرة فتطورت إلى مشاركته البحث عن أميز الميداليات التذكارية!
47
ألا ليت الشباب يعود يومًا.. هذه أمنية غبية وساذجة.. هل يأتي وقت وترددها مثل العجائز الخائبين؟
العمر ليس إلا رقمًا، والحياة شعور وإحساس، لذا لم أتوقف يومًا عند مسألة التقدم في السن!
48
ذاك الماضي الطويل.. ما أجمل ما تركته أمانة عنده؟
أحزم ذكرياتي الجميلة معي، وأصطحبها أينما ذهبت، لكن ربما استودعت النسيان بعضها!
49
الخبر الذي أثار فضولك وانتباهك.. مَن نقله إليك، وكيف استقبلته، وماذا غيَّر داخل وجدانك؟
خبر اجتياح القوات العراقية الكويت. في تلك السن المبكرة شكَّل ذلك لي صدمة هائلة، وغيَّر قناعاتي بالقومية العربية كلها، وحطَّم الأصنام الإنسانية إلى الأبد، وربما ساعد ذلك على تشكُّل وعي متمرد على التبعية لدي، والنضج مبكرًا!
50
السؤال الأخير.. ماذا تريد أن نقول لك؟
كل عام ونحن وأنت والوطن بخير.