ماذا بعد ما بعد المليار؟
ـ ديون الأندية المعلن عنها مِن قبل هيئة الرياضة، والتي وصلت إلى مبلغ ما يقارب المليار ريال، لم تكن بالنسبة لي بحجمها الكبير مفاجأة؛ فقد سبق لي مرارًا من سنوات عبر هذا الهمس وفِي برامج رياضية، أن حذرت من هذه الفوضى "الخلاقة" التي تتحمل مسؤولية "تفشيها" في أنديتنا غياب المتابعة الرقابة من الجهات المعنية على مستوى الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد كرة القدم، وعدم الالتزام بتطبيق الأنظمة الخاصة بالجمعيات العمومية للأندية
إلا أنه للأسف "لا حياة لمن تنادي"؛ فالكل آنذاك يتعامل مع ما نطرحه على طريقة "أذن من طين وأذن من عجين"، وفق سياسة إدارية مبنية على منطق "خلي كل نادٍ يصطفل في مشاكله ونحن نخرج منها، والمختلفون اتركوهم يدقوا رؤوسهم في بعض"، دون إدراك أن "الزمن دوار"، وأنه سوف يأتي اليوم الذي تنفضح فيه كل الأمور المالية "المستخبية" وينكشف المستور.
ـ من منظور "الشفافية" التي تنتهجها الدولة في عهد "الحزم والعزم"، وتسير على نهجها هيئة الرياضة، لا أعرف كيف ستتعامل الهيئة مع هذه الديون؟ هل سوف تتركها تتراكم أم تقوم بتسديدها؟ كلا هذين السؤالين يجر معه عدة أسئلة تبحث عن إجابات لا تنقصها أيضًا الشفافية.
ـ من بين هذه الأسئلة سؤال يتبادر إلى الأذهان وهو: إن كانت الهيئة هي من ستتكفل بتسديد الديون؛ فنريد أن نعرف الآلية التي ستتبعها.. وهل ستترك من "ورطوا" الأندية في هذه الأزمات "المتراكمة" دون أن تكشف أسماءهم ومحاسبتهم من مبدأ "عفا الله عما سلف"؟ وإن كانت ستعاقبهم وتكشفهم أمام الرأي العام.. فكيف سيكون موقفها ممن "تَرَكُوا الحبل على الغارب"؟ فهم جزء رئيس من المشكلة ولهم دور كبير في كل هذه الفوضى، وما نتج عنها وترتب عليها من ديون وقضايا أساءت لسمعة الكرة السعودية.
ـ سؤال آخر له علاقة مباشرة بالإعلام الرياضي، وهو: كيف يقوم هذا الإعلام بدوره، ومعلومة مهمة جدًّا تخص أسماء "المتسببين" غائبة عنه ولا يرغب المنتسب لهذا الإعلام الدخول في متاهات بإبداء الرأي وتوجيه انتقاداته بناء على "اجتهادات" لا تستند إلى وثائق توضح إن كان سبب هذه الديون سوء إدارة أو فساد مالي، ويفتقد هذا الإعلامي إلى أسماء من لم يكونوا "أمناء" في عملهم وعلى مصلحة الكيان"؟
ـ السؤال الأهم: كيف سيكون وضع أنديتنا بعد المليار ريال، وبعد مرور سنة على تجربة جديدة، ومن سيتكفل بمصاريف النادي مستقبلًا، خاصة إذا أيقنا أن أعضاء الشرف لن يشاركوا في دعم أنديتهم كما كانوا في السابق؟
ـ آمل أن أجد إجابة "شافية" على كل هذه الأسئلة "المتراكمة" من قبل رجل الرياضة وفارسها الأول تركي آل الشيخ؛ لكي يستطيع الإعلام القيام بدوره، ويكون "الخير" في منسوبه كما هو "متعشم" فيه.