«براطم»
في لقاء الاتفاق بالهلال، ظهرت لقطة اعتيادية للاعب سلمان الفرج، معترضًا بغضب على الحكم الذي منحه البطاقة الصفراء، واستمر اللعب وانتهت الحادثة رسميًّا عند هذه النقطة، وقد وصفت اللقطة بـ"الاعتيادية"؛ لأنها تحدث في غالب المباريات،
وفي لقاء الرائد بالأهلي، ظهرت لقطة مماثلة للاعب عمر السومة، يبدو فيها غاضبًا بعد استبداله، واستمر غضبه حتى بعد جلوسه على دكة الاحتياط، حيث بدأ بالتلويح بيديه، ويطلق عبارات غير مفهومة لشخص لم يظهر، وأغلب الظن بأنها تجاه مدربه، وهذه أيضًا لقطة اعتيادية تظهر في أغلب مباريات الكرة.
الغريب أن التعاطي الرسمي والإعلامي تعامل مع اللقطتين بتباين كبير؛ ففي لقطة السومة كان المعيار "هذا ما يحدث في ملاعب الكرة"، وفي لقطة الفرج "هذا ما يحدث في ملاعب الكرة"، وما بين التاء المربوطة والهاء في العبارتين فرق شاسع؛ ففي مقياس "الكرة" تم تسليط الضوء على لقطة الفرج، واعتبارها سوء سلوك وخروجًا عن النص، وشنت حملة تحريض عليه من أجل استصدار عقوبة؛ وهو ما تحقق بعد أن أقرت لجنة الانضباط إيقاف اللاعب حتى نهاية الموسم المحلي عددًا وليس نصًّا، وهو قرار "هش"، أتوقع أن تبطله لجنة الاستئناف؛ فالعقوبة استندت إلى مادة تستوجب أحد أمرين: إما أن ينال اللاعب المعاقب بطاقة حمراء، أو أن يدون الحكم في تقريره ما يدينه، والحالتان لم تحدثا.
وفي لقطة السومة التي تحدث غالبًا في ملاعب "الكرة"، تم استعراض اللقطة باستحياء، وفي الاستعراض تمت تبرئته، رغم أنه قد أدان نفسه بتصريحه المباشر الذي حمل تهديدًا مبطنًا بأنه سيكشف كل الأمور الخافية نهاية الموسم، وفي محاولة لإغلاق المشهد كاملاً "اللقطات الانفعالية والتصريح الواضح"، ظهرت مسرحية هزلية في "تويتر" في اليوم التالي، في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع لجنة الانضباط القادم، وهل ستوقع عقوبة عليه كما وقعت على سلمان، وتعتمد على قراءة "البراطم" أو ستتجاهل الحادثة كما تجاهلت ما حدث من زميليه عقيل والعويس مع حكم أجنبي ومع لاعب منافس، بل مع لقطات للاعبين آخرين، لعل أشهرهم "الرفاس ساسي"..
الأكيد أن اللجنة وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه أمام الساحة الرياضية؛ فإما أن تتعامل بمبدأ المساواة وتبدأ في المحاسبة بقراءة الشفاه كما في قضية الفرج، أو تتجاهل وستكون حادثة السومة "الفيصل" بين المعيارين.
الهاء الرابعة
لا جاك "رجل" من ظروف الزمن مل
قله تراني صاحبك.. وانس همك
لا تحرجه.. وتقول دور لها حل
لو إن عنده حل!! ما راح يمك