رحيل أستاذ الكوميديا في الخليج
بعد قرابة ثمانية وسبعين عامًا على هذه الأرض توقف نبض قلبه ومات.. فقدت منطقة الخليج أمس عملاق شاشتها الصغيرة.. رحل أستاذ كوميديا الخليج.. أكثر من خمسين عامًا وعبد الحسين عبد الرضا يزرع الابتسامات العابرة والمجلجلة على شفاه ووجوه العرب.. صارع المرض طوال السنوات الأخيرة، لكن قلبه استسلم بعد صراع طويل مع التعب والألم.. ما من وجه تلفزيوني استطاع أن يتصدر الوجوه التي بمقدورها تقديم الابتسامة الناضجة والطازجة التي لا تخرج إلا من القلب مثل حسينوه.. وبهذا الاسم تعرف عليه الخليجيون في أعظم أعماله على الإطلاق.. انطلق حسين عبد الرضا في مطلع الستينيات من القرن الماضي، من خلال مسرحية "صقر قريش"، لكن "درب الزلق" كان المنعطف الأهم، ليس في حياته الفنية ومشواره فحسب، بل كان المنعطف الذي أحدث تحولاً خطيرًا وعميقًا في الدراما الكويتية والخليجية.. ثم توالت أعماله وقدم مسلسل "الأقدار" الذي تولى كتابته.. والكتابة المسرحية الفنية ظلت إحدى هواياته ومهامه وعمله.. فكتب مسرحية "سيف العرب" و"فرسان المناخ" و"عزوبي السالمية"، وساهم في تأسيس فرقة المسرح العربي عام 1961 وفرقة المسرح الوطني 1976، فيما أسس عام 1979 مسرح فرقته الخاصة عبر مسرح الفنون، قبل أن يطور المشروع ويؤسس عام 1989 شركة مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع. وفي عام 2006 أطلق قناة فنون التي كانت أول قناة متخصصة في الكوميديا في العالم العربي.