بربس .. بربس
لا شك أنه ديربي البربسة.. لا شك أنه أسوأ ديربي مر وسيمر في تاريخ الفريقين.. فريقان مهلهلان.. رماديان.. فقدا الحياة.. فقدا الألوان.. حتى المزايدون سكتوا.. أصبحت مالغة في حلوقهم الأعذار.. من كان يردد كحيلان أبخص أصبح أخرس.. ومن أزعجنا بالمعلم دونيس سكت وبالكاد يتنفس.
الهلال لا يستطيع التسجيل.. ثلاث مباريات بلا أهداف.. الآن أصبحت الأمور أصعب بعد أن طور ألميدا مهارة جديدة بجانب إضاعة لفرص سهلة.. أصبح متخصصاً في الوقوف في وجه كل لاعب هلالي يواجه المرمى.. والنصر لا يعرف طريق الفوز.. خمس مباريات بلا انتصار.. خمس مباريات بلا روح ولا أجانب ولا مدرب.. حتى الإداري حمل أغراضه ورحل.
ديربي تفوح منه رائحة الغضب.. ديربي يجيب الربو والاكتئاب.. ليس ساخناً كالعادة بل احترق.. قبل أن يبدأ احترق.. فالنصر لم يستطع الفوز في مباراته السابقة رغم طرد لاعبين من الفيصلي من الشوط الأول.. أي فريق هذا.. أي فارس وأي شمس.. المضحك المبكي أن كحيلان احتج على الحكم لأنه لم يطرد ما يكفي لفوز النصر.
في الهلال أقسم مدربه ألف يمين أن يبقي على كل المدافعين.. يحملهم معه كما يحمل اسمه.. يحب المدافعين حبه لنفسه.. أمنيته أن يلعب بفريق كله مدافعون.. لا يمكن أن يفوز الهلال وأنصاف اللاعبين يشاركون أكثر من النجوم.. لا يمكن أن يفوز وكواك أكثر من يلمس الكرة.. لم يسلب دونيس الصدارة من فريقه فقط بل سلب المتعة.. لم تعد الجماهير تنتظر مباريات الهلال.. أصبح مملاً.. يرفع الضغط.. لا يبدأ بالهجوم إلا منتصف الشوط الثاني.. من الظلم أن يدفع الجمهور 30 ريالاً للمباراة وهم لا يشاهدون الهلال إلا الشوط الثاني.
خسر الهلال صدارته ولا أعتقد أنه سيستردها.. أما النصر فسقط على وجهه.. لم يخسر لقبه بل خسر نفسه و"دحدر" للمركز الثامن.. لم تعد الطقطقة تستفزهم.. وصلوا لمرحلة التبلد واللامبالاة.. حتى الهلاليون توقفوا عن الطقطقة على العالمي.. لم تعد كلمة جحفلي تضحكهم.. انشغلوا بحالهم وقلة أهدافهم.. أصبحوا يحكون رؤوسهم كثيراً.. ويسجون مع الهاجوس.
لا تتعبوا أنفسكم بالتيفو.. فلن تجدوا من يحمله.. سيكون الحضور ألفين وقلة من أقارب اللاعبين.. ليس هناك حاجة لاستوديو تحليلي ولا كاميرة عنكبوتية.. خسارة أن فارس عوض سيعلق على المباراة.. لن يقول "يا رباه" مرة واحدة.. ولكنه سيردد كثيراً "يا ساتر" وربما "بربس".