2016-06-08 | 04:11 مقالات

وكيل أعمال ومشعوذ

مشاركة الخبر      



نشر موقع العربية نت تقريراً رائعاً عن الشعوذة والجن والأرواح الشريرة.. ركز على انتشار الخلطات الشعبية لفك السحر وعلاج العقم.. وقوارير "مقري عليها" بخمسة ريالات تعالج الاكتئاب والإيدز وسرطان القولون.
تجارة رائجة ولكنها تبقى محدودة.. ممتهنوها رغم أنهم محتالون إلا أنهم دراويش يفتقدون للطموح.. فتجارتهم قامت على الفقراء والمساكين لذلك أسعارهم زهيدة لا تتناسب مع الأعمال الجهنمية التي يقومون بها.. فهل يعقل أن زيتاً عجيباً يطرد صغار الجن بخمسين ريالاً فقط؟
فبدل أن يخدعوا عجوزاً مشلولة أو رجلاً مصروعاً بلا وظيفة بإمكانهم أن يفكروا بشكل أكبر ليقتنصوا زبائن مقتدرة خزائنهم ممتلئة ليس بالريال بل بالدولار واليورو.. فزيت الزيتون الذي يباع بخمسين ريالاً يمكن أن يصل سعره لخمسين ألف دولار.. أما خلطة ماء الورد وماء زمزم والمسك الأبيض وزيت حبة البركة فستتخطى المائة ألف يورو للقارورة الواحدة بشرط أن يقرأ عليها 5 مشايخ في أنفاسهم الشفاء والفوز في الديربي.
أنصح كل بائع للخرافة والمنتجات المبروكة بالتوجه لكرة القدم.. ففيها خير عظيم ورزق وفير.. كما أن الأندية تنفق في السنة مئات الملايين دون حساب.. ولكن المشعوذ إذا ما أراد تضخيم أجره والتحول لمليونير فهو بحاجة لوكيل أعمال "مخاوي" يدخله من الباب الواسع للنادي.. لا تتضايق شيخنا المشعوذ من السمسرة فهي طبيعة الحال لتحقيق المحال.
الميزة الأكبر في الأندية أنها بلا رقيب ولا حسيب.. فالرئيس بإمكانه أن يُغرق النادي في الديون ويرحل.. لا تقلق ففلوسك لن تذهب مع الريح ولا مع الرئيس.. فحقك محفوظ محفوظ محفوظ.
كما أن تجارتك الحالية في خطر.. خصوصاً بعد قدوم توفيق الربيعة.. أما الناس فسيعرفون مع الوقت حقيقتك.. سيعرفون أنك لا تشفي السرطان ولا السكر.. وسيكتشفون أنك لم تقابل جنياً في حياتك ولا تعرف كيف تفك السحر ولا تربطه.. وسيأتي يوم ويذهب من يعاني من مرض الشيزوفرينيا لطبيب نفسي والمرأة التي تأخر حملها ستكتشف أن هناك مئات المراكز لعلاج العقم وأطفال الأنابيب.
عزيزي المشعوذ.. لا تيأس يا رجل.. ابتهج فأنت خير من يبيع الوهم والأمل.. فمهما ضعفت قدرتك وساءت بضاعتك فوكيل الأعمال سيسوقها لك.. فمن سوق لاعباً وزنه مائة كيلو بعشرين مليوناً قادر على تسويق أي شيء.. أعرف أنك غير مصدق أن هذا يحدث في كرة القدم ولكن يا عبقري زمانك هناك من هم أكثر دجلاً منك.

قبل أمشي
سيكون مقال اليوم هو الأخير هذا الموسم.. فقد كان موسماً ممتعاً ولكنه شاق وطويل.. سألتقي بكم بإذن الله بعد شهر رمضان بشكل مختلف وروح جديدة.. أدعو الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم ودعاءكم.. فادعوا لأنفسكم ومن تحبون بالخير.. واتركوا من لا تحبون في حالهم.