خسوف الهلال
غاب الهلال.. ضاع في سماء الرياض.. لعب النصر وحيدا.. لعب ضد خيال.. أشفقت على الهلال أقصد شبح الهلال.. لم تكن المشكلة فنية.. ولا في الطقم الجديد.. غياب الروح مشكلة الهلال.. فريق لا يحترق ولا يقاتل من الصعب أن يفوز.. حتى بعد أن سجل النصر الثاني بقي الهلال بلا حراك.. لا يتحرك من فقد الروح.. لم يدافع عن لقبه.. بل خسره دون قتال.. سلمه بكل خضوع واستسلام.. كأنه خسره بالانسحاب أو بالقرعة أو بالحروف الأبجدية!.
لم يحسم زوران المباراة بخطته العجيبة.. بل روح النصر من حسمت اللقاء.. فريق النصر لعب مباراة للتاريخ.. انظر لدكة احتياط النصر لتعرف سر الانتصار.. دكة ملتهبة أشعلت الحماس في نفوس اللاعبين.. أما دكة الهلال فتعكس الحال.. باردة ميتة يلفها الصمت.. كأنهم في عزاء.. لا أحد يشجع ولا أحد يتكلم أو يرفع معنويات اللاعبين.. عجيب أمر دكة الهلال.. أين التفاعل.. أين التشجيع.. أين روح الفريق؟!.
المباريات الحاسمة تحتاج لروح.. تحتاج لرغبة جامحة في الفوز.. والهلال منذ مدة افتقد قوة الإرادة.. افتقد الحماس وقلب النتائج.. أصبح الهلال اليوم فريق المباريات السهلة.. إذا تعقدت المباريات وضغط الخصم خسر كما حصل مع النصر والاتحاد.
الهلال بحاجة لقائد.. لشخصية قتالية تبث الروح في جسد الهلال البارد.. سلمان لا ينفع أبدا قائدا.. البرود واللامبالاة ليست من صفات القائد.. العابد وحده قادر على قيادة الهلال.. فهو مقاتل بالفطرة ولا يرضى بالخسارة.. لو كان موجودا لما خسر الهلال بهذه السهولة.
يحتاج الهلال لإداري (حرك) متفاعل.. إداري لا مدرس حكمته الصمت.. إداري يستطيع أن يشحن اللاعبين بالطاقة التي تجعلهم ينفجرون في الملعب.. إداري الفريق يمكن أن يقوم بدور عظيم.. يمكن أن يعطي الفريق الدفعة المعنوية التي يحتاجها الفريق.. طارق كيال أثبت أن إداري الفريق يمكن أن يفعل المستحيل.
سيعاني الهلال هذا الموسم كما عانى الموسم الفائت إذا لم يعمل بجد على رفع روح الفريق وقتاليته.. سيعاني في المباريات الحاسمة وضد الفرق التي تقاتل أمام الهلال بالذات.. الهلال سيواجه النصر مرتين قادمتين هذا الموسم.. وسيواجه الاتحاد أيضا.. لن يتغلب عليهما ما لم يجد طريقة لتحفيز اللاعبين وجعلهم يقاتلون بأظافرهم وأسنانهم من أجل الهلال.