2017-01-12 | 02:50 مقالات

قاتل الشيطان

مشاركة الخبر      

لم تكن تعرف من صورت الفيديو بأنها ستقدم للبشرية خدمة عظيمة.. لم تكن تعرف أنها التقطت الشيطان في أقبح صوره وهو يُدحر ويُنحر.. ما أشجعها وأجمل ما قالته وهي تصور.. عبرت عن مكنون نفسي.. سلمت يداها.. سلمت يداها.. كفانا الله شرهم.. نردد دوماً "اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم ورد كيدهم في نحرهم".. الآن فقط عرفنا معنى ذلك.. الآن شاهدنا هذا الدعاء يتجسد حرفياً أمامناً.

 

وقف لهم البطل جبران العواجي.. وقف أمام الإرهاب بكل شجاعة.. لم يتردد.. لم يرتعش.. ألهمه الله حسن التصرف والرمية القاتلة.. لم ترمِ يا جبران ولكن الله رمى.. عريت برميتك فكراً كان يعتقد أن عين الله تحميه.. عواجي كان فرداً وانتصر على اثنين.. كان يحمل مسدساً والإرهاب يحمل ما يكفي لقتل فرقة مدرعة.. ولكن الله أعماهم.. ونصر عبده جبران.. نصره ليكون حجة على كل من يتبنى هذا الفكر أو يتعاطف معه.. أراد الله أن يكشف التطرف والإرهاب بالصوت والصورة.. لم يعد لأحد اليوم عذر فالفيديو موجود لكل معتبر. 

 

لا تنظروا إلى الموقف على انه شجاعة وانتصار للحق فقط، بل هو أيضاً نقطة تحول في الحرب على الإرهاب.. في كل حرب حدث واحد يغير موازين المعادلة.. أظن أن اللحظة التي أطلق فيها جبران الرصاص على الإرهابي "طايع" هي بداية النهاية لفكر داعش في المملكة.. الله كتب لذلك الفيديو أن يصور ليوثق مصير كل من أراد بهذا البلد وأهله الشر.. فالقاعدة راهنت على هذا الفكر سنوات وفشلت.. فُني بن لادن وفُنيت القاعدة في جزيرة العرب وبقيت السعودية.. هذا هو الحال في كل الأحوال.. وداعش سيفنا بإذن الله ويفني البغدادي.. انظروا إلى حال أعداء المملكة على مر السنين كلهم كانت نهايتهم نهاية "طايع".

 

يستحق منا جبران التكريم.. يستحق أن نسمي الشارع الذي قتل فيه الإرهاب باسمه.. يستحق أن يخلد ذلك اليوم ويطلق عليه يوم الشجاعة.. فمثل هذا اليوم يجب أن يبقى في تاريخ بلدنا المليء بالبطولات والأبطال.. إنه يوم للوطن.. يوم للبطولة.. يستحق جبران وكل رجال الأمن أن يكون لهم يوم نتذكره عاماً بعد عام.. يوم يخلد بطولات رجل الأمن السعودي وما قدمه لبلده وأهله.