2017-01-18 | 03:44 مقالات

ألعاب القوى وهادي

مشاركة الخبر      

تظل رياضة ألعاب القوى، من الأنشطة التي تحتل الصدارة بين الأنشطة الرياضية المختلفة، كونها تتطلب قدرات خاصة لا تتوافر إلا في أفراد قلائل، فضلاً عن ميزتها الأهم في صناعة أبطال يرفعون أسماء بلدانهم عالياً، وهي بجانب ذلك تمكن الدول المتميزة من صدارة الترتيب في الميداليات في المسابقات الأولمبية.

 

وسعدنا بتكليف البطل السعودي والعربي، وصاحب الأرقام القياسية في سباق 400 م، العميد هادي بكر، لرئاسة الاتحاد السعودي لألعاب القوى، في خطوة أرى أنها رائعة وجميلة، منطلقة اللجنة الأولمبية السعودية من تطبيق المثل (أعطِ القوس باريها)، أو (أعطِ الخبز لخبازه)، حيث كما هو معلوم، أن الموظف المحترف، هو من يجيد فنه أو تخصصه، وهو من سيقدم قيمة مضافة.

 

ورغم ما حققه الاتحاد السعودي لألعاب القوى السابق من إنجازات، تعد الأفضل من بين الاتحادات الرياضية المختلفة خلال المشاركات، إلا أننا نرى أن ما قدم للاتحاد من دعم مادي ومعنوي لا يرقى لما تحقق من إنجازات.

 

فضلاً عن أن الاتحاد قد اقتصر في مشاركاته على بعض المسابقات في اللجنة مثل الجري والجلة والوثب الطويل وبعض المسابقات القصيرة.

 

بينما ألعاب القوى تحتوي على أكثر من عشرين مسابقة، يعني أكثر من 60 ميدالية متنوعة، واليوم في ظل التشكيل الجديد وبوجود العميد هادي، أرى أننا بحاجة إلى تخطيط جيد وجديد، ومن وجهة نظر فنية، أرى أن يوجه بوصلته إلى أنحاء المملكة قاطبة لانتقاء الموهوبين في المسابقات المختلفة، وتنويع التدريب، واستقطاب الكفاءات الوطنية والعالمية لتدريب اللاعبين وفق تخصصاتهم، والاستفادة من الدعم المالي الكبير، الذي يمنح من اللجنة الأولمبية السعودية لإيجاد عدائين في المسافات الطويلة والقصيرة والمتوسطة، والبحث عن أساليب جديدة لتحسين مستوى اللاعبين الحاليين، واكتشاف وجوه جديدة مشابهة لتكتسب الخبرة والاهتمام بالعلاقات بين وسائل التطوير المختلفة سواء في الداخل أو الخارج.

 

وأرى أن روحاً وثّابة قد تهل على رياضة ألعاب القوى بوجود هادي، البطل السابق والرجل العسكري الذي يطور العمل ويؤمن بالإنجاز والأبطال.

 

لأن التقدم المذهل في الإنجاز الرقمي لكافة مسابقات ألعاب القوى، يرجع إلى التقدم والتطور العلمي السريع في هذا المجال، فالأسلوب العلمي، والاعتماد على المعارف والعلوم، هو المحك الصحيح للوصول إلى التطور والتقدم، ومن تلك العلوم علم التدريب، وعلم الفسيولوجيا الرياضية، الذي يهتم بالارتفاع بمجمل التدريب، والاستفادة من تأثيراته الإيجابية على اللاعب.

 

تمنياتنا لرياضة ألعاب القوى بالتوفيق، وأن نراها تساهم في تصدر المملكة في ترتيب الميداليات في جميع المشاركات المقبلة، وبانتظار الإنجازات التي ستكون تحت المجهر وعلى المحك، فهل سينجح الخبير في مهمته الجديدة؟.