كأس العالم أخضر

في مباراة للتاريخ.. في مباراة لا تنسى، فاز الأخضر من جديد.. استمر في حصد النقاط وتحقيق الأحلام.. ما أجمل انتصار الوطن.. عادت الروح وعاد الأمل.. تغير المزاج العام؛ فأصبحنا نضحك حتى على النكت السخيفة. 

 

المنتخب بحاجة إلى خمس نقاط من المباريات الثلاث المتبقية ليتأهل رسميًّا.. مهمة ليست سهلة؛ فاليابان وأستراليا يتربصان بنا، ولكن الصقور أثبتوا أنهم على المستحيل قادرون. 

 

شكرًا لمن اختار مارفيك.. فقد أحسن الاختيار.. ملك الشوط الثاني.. بين الشوطين يرمي بسحره على اللاعبين؛ فيدخل فريق جديد لا يُقهر.. غيَّر فكر اللاعبين.. تخلصوا من الفردية الأزلية وأصبحوا يمررون بسرعة ويتحركون دون توقف أو ملل.. أعاد اكتشاف يحيى ونواف وفهد المولد.. أما الدفاع فأصبح إيطاليًّا بامتياز.. أربع مباريات بشباك نظيفة.. سبحان مغير الحال والأحوال.

 

ما أروع يحيى الشهري.. فقد كان نجمًا فوق العادة أمام الأسود، وسجل هدفًا سيبقى في الذاكرة طويلاً.. سيبقى خالدًا مع هدف ماجد في الصين، وهدف العويران في بلجيكا، وهدف مالك في اليابان، وغيرها من الأهداف التي لا تشيخ.

 

عبدالملك الخيبري كان وحشًا في المباراة.. غطى كل المساحات وملأ كل الفراغات.. معه تحس أن المنتخب يلعب بمحورين دفاعيين.. لاعب آخر اكتشفه مارفيك.. فشكرًا للمرة المليون لمن اختار مارفيك.

 

لم يكن الفوز ليتحقق دون جمهور الجوهرة.. أكثر من 60 ألفًا دعموا الوطن.. أعجبني التفاعل طوال المباراة.. أعجبني التلاحم بين الأندية.. عندما يبدع المنتخب يخجل التعصب من نفسه ويرحل.. ليلة لا تُنسى من ليالي المملكة.

 

ما زالت الأمور في الملعب، والتأهل لم يتحقق بعد.. مباراة أستراليا القادمة هي الفاصل بين الجد والهزل.. هي الفاصل بين اللعب في كأس العالم والدخول في حسابات معقدة.. حتى ذلك اليوم سنحتفل بالمنتخب، وسنستمتع بهدف يحيى.