انت بشر
نحن فعلاً بشر ولسنا ملائكة ومهما وصلنا من العمر والعمل والعلم إلا أن في داخلنا طفولة ترفض مغادرتنا فنحن أحياناً نتصرف ببساطة للتخلص من قيود السن والعمر والرسميات... وعندما يرانا الآخرون من بعد يرون تلك الهالة وذلك الاسم وذلك البريق الذي صنعناه على مر السنين بجهد وتعب وعرق ومعاناة ولكن هذا البريق واللمعان يخفي خلفه تقلب الإنسان وضعفه وبساطته ورضوخه لعوامل الأخطاء والقصور والنزوات...ويخطئ أولئك حينما يتصورون بأننا ملائكة ولابد أن نتصرف دون أخطاء وقصور ولابد أن نكون مثاليين في تصرفاتنا لا يصدر منا أي سلوك قد يؤثر على الصورة التي رسمت لدى أذهان البعض عنا..وعندما يقترب البعض منا ويرى فينا ذلك الإنسان الضعيف والوجه الآخر الذي كشفناه له في لحظة ثقة وارتياح فإنه لايلبث إلا أن ينظر لبريقنا وينظر في نفس الوقت لضعفنا البشري فيخرج لقلة بصيرته وضعف وعيه لأن يكون همازا مشاء بنميم يتحدث بحقد وتشف وكل الخطأ أنه فهم أننا ملائكة لانخطئ ولا لوم عليه بل اللوم علينا عندما منحناه ثقتنا وارتياحنا وإنسانيتنا فخانها لأنه قاصر عن أن يفهم أننا بشر فينا القصور والضعف والتلقائية.