فوضى بنكية
الكتابة عن التفاصيل الصغيرة ربما تسهم في حل بعض المشكلات الكبيرة... وبما أن الوضع متعلق في البنوك فلا أمل في حلها فهي تعيش واقعاً إدارياً محزناً وبالذات في خدمة البسطاء والمساكين وأصحاب الدخول المتواضعة، حيث خصصت أماكن مريحة وخدمات العصائر والقهوة والمقاعد الوثيرة لأصحاب الحسابات والأرصدة الضخمة التي تستفيد منها البنوك، أما الذين تنظر لهم هذه البنوك بمنظار فردي على أساس أنه لافائدة منهم فلهم المعاناة وسوء الخدمة وساعات الانتظار الطويلة.. رغم أنهم بقروضهم وتحويلاتهم وحساباتهم بشكل جماعي وقود لجشع البنوك وأرباحهم ربع السنوية التي تتعدى عشرات المليارات بسبب الظلم في عقود الإقراض والتمويل والفوائد المركبة التي لاتماثلها أي بنوك عالمية أخرى كما قال بذلك أستاذ الاقتصاد الأكاديمي المتميز د.حمزة السالم الذي يدق ناقوس الخطر عبر مقالاته المميزة في جريدة الجزيرة. قبل أيام سلمت سائقي الفلبيني راتبه الشهري ويحرص لتحويله لأسرته المحتاجة فوصف لي معاناته مع ثلاثة بنوك للتحويل كيف ينتظر طول النهار وفي آخر الدوام يقولون له الحساب عطلان أو تعال غداً وبالذات مع أرقام الانتظار وزحام البسطاء لتحويل احتياجاتهم، وطبعاً هذا الكلام في جدة وفي معظم البنوك في المملكة ليس مع العمالة الأجنبية وإنما مع غالبية المراجعين حيث طول الانتظار والمعاناة لصرف شيك أو إجراء أي عملية اعتيادية في البنك. ياجماعة وظفوا الشباب السعودي ودربوهم وأكرموهم بالحوافز والمزايا واقتطعوا من أرباحكم الهائلة شيئاً لتطوير أعمالكم.. وطبعاً لن يقرأ أحد في قسم مراقبة البنوك ولن يتصل بي أحد لمعرفة هذه البنوك لأنهم بعيدون عن إتقان أعمالهم والدليل هذا الكم الهائل من الصرافات الإلكترونية التي أحياناً تجدها دون مال أو تجري عمليات وتهمل الأخرى أو لا تعطيك إيصالات ورقية لعملياتك لأن الورق انتهى في مهب الريح... أبجديات الإدارة مفقودة.