ومما رزقناهم ينفقون
قول عظيم من الله سبحانه وتعالى في نهاية إحدى الآيات في بداية سورة البقرة.. وتكرر عدة مرات للتذكير بأهمية الإنفاق والبذل والعطاء ومساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين، حيث الواهب والرازق هو الله سبحانه وتعالى، فعظمته وعطاؤه لعباده في توسيع رزقهم وأملاكهم يقابلها حمد لله وشكر من أولئك العباد الشاكرين، حيث ينفقون بكرم وسخاء دون رياء أو تكلف وصنعة، وبما أننا نعيش في هذا الشهر الكريم فأوجه التقرب إلى الله كثيرة ومنها الصدقة والإنفاق وفك كرب المكروبين وإدخال البهجة والسرور على نفوس الضعفاء والمساكين ... وعلى المسلم التعود على الكرم في هذا المجال الذي حث الله عباده عليه على قدر استطاعته وبأقل القليل الذي عنده.. فالنية الصالحة والرغبة بالإنفاق كافية للإحساس بالآخرين ومساعدتهم سواء كان هذا الإنفاق من إنسان كثير الثراء أو من قليله، فربما يتساوون في الأجر حسب النية ...والمؤسف أن هناك من قست قلوبهم رغم مايملكونه من ثراء باذخ نراه ونلمسه في هذه المراكز التجارية الضخمة والمصانع والمتاجر والمشاريع العقارية، مع ضعف في أساليب جباية الزكاة من قبل مصلحة الزكاة، وتفشت الأنانية والذاتية وعدم الإحساس بمعنى الآية (ومما رزقناهم ينفقون)..وبالمقابل ندعو الله عز وجل بالثواب والأجر لأولئك المحسنين الباذلين الذين يشكرون الله على مارزقهم ويبادرون في العطاء بسخاء وكرم للمحتاجين والفقراء ويعون هذه المفاهيم الإسلامية العظيمة في التكافل الاجتماعي والترابط الذي حث عليه ديننا الحنيف.