الحج والدَّين
حث الإسلام على قضاء الدَّين والوفاء به وأعجب من أناس بلغت بهم سوء الطوية وبذاءة الأخلاق إلى المماطلة والتهرب من إعطاء الناس حقوقهم وهم الذين وقعوا في ورطة وظلوا يبحثون عمن يقرضهم وربما حتى إخوانهم وبعض أصدقائهم وأقاربهم ومعارفهم تهربوا منهم ثم ذهبوا لذلك الشهم النبيل الكريم فأقرضهم وفك كربتهم على أمل رد الدَّين متى ما تحسن الحال بعد شهر أو شهرين أو أكثر... ولكن للأسف يمر الزمن ولا يجد هذا الشهم الكريم إلا المماطلة والتلاعب والتهرب ويكون النكران والجحود وإبداء الأعذار الواهية هي التي تسود حتى لا يدفع للناس حقوقها ويوفيهم ما أحسنوا به إليه.... واطلعت على أسئلة حول الحج لمن عليه ديَّن وكانت أكثرية الردود لعدد من كبار العلماء بأن إيفاء الدَّين مقدم على الحج لأن الحج يكون لمن استطاع إليه سبيلاً وهذا هو الصحيح في نظري فكيف لإنسان أن يذهب يتقرب إلى الله وهو قد آذى عباد الله وأخذ حقوقهم وماطل في الوفاء لهم، ومثل ذلك من يغالط الأمر الإلهي بالحج حيث نص الركن الخامس على أن يكون الحج لمن استطاع إليه سبيلاً ومع ذلك تجد من يجمع التبرعات لتحجيج أناس أسقط الله عنهم الفرض وهو الأعلم بحال المسلمين خصوصاً مع ضيق المشاعر المقدسة وزيادة المسلمين الأمر الذي يتطلب التمعن في فقه الاستطاعة والتوعية حياله وأن التقرب إلى الله يكون بأمور كثيرة مثل المعاملات من صدق وأمانة وبر الوالدين ومخافة الله وإيفاء الحقوق وليس مغالطة الأمر الإلهي في موضوع الاستطاعة... وللأسف تنشط طلبات حج المجاملة والتأشيرات رغم أن الله سبحانه وتعالى ربط الحج بالاستطاعة ويدخل فيها الاستطاعة المادية والتنظيمية كالذي يحدث في تحديد نسبة لكل دولة وفق عدد السكان والتي ينبغي فيها احترام نظام كل دولة وأسلوب القرعة والاختيار لأن هذا هو أمر الله سبحانه وتعالى الذي يعلم خائنة الأعين ويعلم مصالح وحاجات الفرد نفسه.