2010-12-14 | 18:00 مقالات

سرقة القصائد والمقالات

مشاركة الخبر      

 مزعج ومؤلم أن يبادر شخص ليس له في الشعر والإبداع والموهبة إلى التطفل على عالم الكلمة والإحساس والمشاعر ليصدر اسمه ألبومات الفنانين ليزاحمهم في شهرتهم وإبداعهم من أجل أن يقال إن هذه الأغنية من قصيدة الشاعر فلان وهو أجهل وأبلد إحساس من أن يكتب حرفاً واحداً ... وبطبيعة الحال فالملحن والمطرب وشركة التوزيع المنتجة شركاء في هذا الخداع والتزييف لأنهم يعلمون أن هذا الشخص المتطفل على الموهبة والإبداع ليس كاتب الكلمات وإنما هو شخص ورث مالاً ولديه عقدة نقص يريد أن يعوضها للحصول على الشهرة ليقال بأنه مؤلف وكاتب كلمات وشاعر مرهف الحس صادق الشعور يفيض رقة وحنية، والكارثة تأتي عندما تسمح لبعض هؤلاء المتطفلين وهم يلقون قصائدهم حيث يتضح الافتقاد للحس والمشاعر وأنه اشترى هذه القصيدة من صاحبها الحقيقي الذي خان موهبته تحت ضغط الجشع والرغبة في الثراء السريع لأن كاتب الكلمات يظل شخصا مطلوبا وصاحب موهبة وليس بحاجة للدخول في عملية التزييف هذه، وأتمنى من الجهة المختصة في الملكية الفكرية مقاومة هذه المتاجرة ومحاربتها والقضاء عليها .. ونشرت جريدة الرياض في العدد 14811 عن وثائق تكشف عن أكبر تلاعب في الساحة الغنائية بطلها اسم شعري يقف خلف أكثر الأغاني  وهو الشاعر منصور الشادي حيث يوجد ديوان شعري مفرج من وزارة الثقافة والإعلام عام 1423 مسجل باسم إبراهيم الجنوبي محتو على الكثير من القصائد التي ظهرت لاحقاً في ألبومات مطربين كبار تحت مسمى شاعر آخر هو منصور الشادي مما يستدعي التساؤل كيف يكتب شاعران نفس القصائد حرفيا ومثل أغاني فهمتك لناصر الصالح والثقل صنعة وياحليله لأحلام ونعم نعم وزد عليه لرابح صقر وأحب أنا لا لا لرابح صقر وأغنية أنا إنسانه ليارا، وحاولت الصحيفة أخذ آراء الملحن الصالح والشاعر الشادي فلم يتجاوبا بينما عترف الجنوبي بأنه باع القصائد وأنه تعرض كذلك للتحايل .. فهل يمكن بقاء هذا الوضع السيئ دون عقاب لمثل هؤلاء المزيفين ... ومثل هذه القصائد الملفقة ظاهرة أخرى هي ظاهرة المقالات ذات الوجاهة التي بدأت تغزو الصحف حيث تظهر أسماء تناقش قضايا اجتماعية وفكرية واقتصادية معينه لأسماء شخصيات ليس لهم في عالم الكلمة الشيء الكثير إلا أنهم ورثوا مالاً أو حصلوا عليه بأي طريقة فيبدءون باستئجار من يكتب لهم تزلفاً و تملقاً في موضوعات يعتقدون أنها تضعهم في الواجهة وتعرفهّم على من يمدحون أو من يكونون قريبين من اهتمامات ماتتم مناقشته وعندما تتاح الفرصة لهذا الشخص في أن يتحدث عن الموضوع الذي ناقشه تفاجأ أنه أبعد من أن يستوعب الموضوع وأنه لايملك أي خلفية فكيف كتب هذا المقال وخرج مذيلاً باسمه وصورته.